بحثاً عن ذلك الذي لا يتكرر

بحثاً عن ذلك الذي لا يتكرر!

بحثاً عن ذلك الذي لا يتكرر!

 صوت الإمارات -

بحثاً عن ذلك الذي لا يتكرر

بقلم _ عائشة سلطان

هناك أشياء في هذه الحياة لا تتكرر مرتين، فلا يمكننا استعادة الإحساس ذاته الذي شعرنا به عندما التقينا بشخص ما أول مرة، أو استعادة تلك الدهشة الغامرة التي استولت على أرواحنا بمجرد أن شاهدنا شيئاً لطالما كان حلماً بالنسبة إلينا (كاليوم الذي وقف فيه أحدنا صغيراً أمام الأهرامات، أو ذلك اليوم الذي مشيت فيه للمرة الأولى في مدينة واشنطن، أو تلك اللحظة التي وجدت نفسي فيها أمشي في شارع بنسلفانيا وأقف أمام البيت الأبيض).

هناك شوارع، أمكنة، شواهد، أشخاص، أسواق.. وأشياء كثيرة رأيناها أو التقيناها لأول مرة، في عمر الدهشة ربما، جعلت نظراتنا معلّقة في منتصف المسافة بين أعيننا وما تقع عليه، ظلت تلك اللحظة هناك غائرة، نتذكرها لكننا عبثاً نستعيد حرارتها، دهشتها، أو صرخة المفاجأة حين دمعة فرح تتدحرج، وظل ابتسامة تتراوح بين الضحكة والبكاء، وفم فاغر لا ندري إن كان يجب أن ينطق بشيء أو يصمت!

هناك الكثير من هذه الأشياء التي لا تتكرر في الحياة مرتين، لا تُعاد ولا تُستعاد، لذلك ندمن تكرار النظر إلى صورنا، ننظر إليها، ونستعيد النظر، كأن جزءاً منا هناك لا يزال متسمراً في اللحظة نفسها التي التُقطت فبها الصورة، لذلك نبحث عن ذلك المختبئ فيها حين نعاود النظر إليها!

نحاول استعادتنا، استعادة أحاسيسنا لحظتها، مشاعرنا، تدفق ضحكاتنا، رائحة العطر الذي وضعناه، الثياب التي كنا نرتديها، نحاول تذكر كيف كان الطقس، هل مرَّ هواء لطيف لحظتها، هل كان هنالك مقهى شربنا فيه قهوتنا قبل التقاط الصورة، هل سخرنا من بعض المارة، هل كنا نبحث عن محل يبيع الماء البارد أو المثلجات.

تغيب الأمكنة ربما، ويغيب الضجيج معها، وحتى الزمان يتغير، لكن اللحظة تبقى مزروعة فينا، طعم البهجة في قلوبنا، صوت عصفور يناجي آخر على غصن شجرة وحيدة تتكئ على جدار المقهى، هدير ماء الجدول، ذلك الصوت الذي يحدث حين تسقط ورقة أو يرتطم حجر بحجر، رائحة العشب على حافة النهر، برودة الماء وهي تلامس أقدامنا يوم قررنا أن نذهب بغدائنا إلى هناك لنتناوله قريباً من خرير الماء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بحثاً عن ذلك الذي لا يتكرر بحثاً عن ذلك الذي لا يتكرر



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates