الزمن الجميل

الزمن (الجميل)!

الزمن (الجميل)!

 صوت الإمارات -

الزمن الجميل

بقلم : عائشة سلطان

لا يمر يوم دون أن تتسلم رسالة على جهاز هاتفك تحدثك بحنين مبالغ فيه وبالكثير من الصور التي تلاشت تماماً من الواقع اليومي في حياتنا، صور كثيرة عن تفاصيل ما كان من أمر ذاك الزمان الذي بات يعرف بـ«الزمن الجميل»، أخبار الناس، شكل البيوت، أنواع الأثاث، الطعام البسيط، ألعاب الأطفال، نمط التعليم، وسائل التواصل وأشكال السيارات، حتى تسريحات شعر البنات البدائية، والأغاني الساذجة، المسلسلات، علب الحلويات، المشروبات الغازية، أقلام الرصاص..

قائمة لا حصر لها من التفاصيل بل وتفاصيل التفاصيل التي كانت سائدة في تلك السنوات التي تباعدت عنا اليوم، والتي يحلو لنا أن نتغنى بجمالياتها على أنها من الزمن الجميل، فهل كان ذلك الزمن جميلاً فعلاً كما يوصف اليوم بكل هذه المشاعر الدافئة التي نتحدث بها عنه؟ هل كان أهل ذلك الزمان يرونه جميلاً فعلاً؟ السؤال الأهم: ما هو الجمال الحقيقي في ذلك الزمن؟ الجمال الذي نشعر بكل هذا الحنين تجاهه والذي نفتقده في أيامنا هذه؟

في الحقيقة، كل حياة بعيدة عنا لم نعشها، خاصة ما كان منها بسيطاً ومحاطاً بهالة من الحنين والعواطف والغموض، تعتبر جميلة، خاصة إذا تم الحديث عنها مقرونة بمثاليات وأخلاقيات وعلاقات حميمة ما عادت موجودة في أيامنا، وهذا ما نفتقده وما نسعى لإيجاده وما نظن أنه لن يعود ثانية ولن نحظى بفرصة التمتع به كما كان أهل تلك الأيام، الأيام البسيطة، الحياة المتواضعة، العلاقات المترابطة، الإنسان القريب من إنسانيته ومن غيره، الحياة التي لم تعقدها مدن الحداثة، وعلاقات ما بعد الحداثة، لم تتشابك فيها المصالح ولم تتجمد فيها العواطف ولم تتفرق السبل بالناس والأصحاب والإخوة والأحباب، الحياة التي لم تدخل أتون الصراعات واللهاث والجري وراء الأعمال والمصالح و..

هذا المختلف اختلافاً شاسعاً وعميقاً وهائلاً وجارحاً للروح والإنسانية هو ما نفتقده في نهاية المطاف، في نهاية اليوم، في نهاية ساعات الصراع اليومي، وهو ما نجده في حكايات وسوالف وصور أيام زمان، سنوات السبعينيات والثمانينيات، أو ما نسميه بسنوات الزمن الجميل، وهو جميل بكل ما فيه من إنسانية، لكن ذلك لا يمنعنا من القول إنه كان زمناً شاقاً وصعباً أيضاً، لكن أهله عايشوه وتقبلوه بكل ما فيه، وأحبوه، وكان ولا يزال الأحياء منهم يذكرونه بالخير والحنين، فكل زمان يشبه أهله، وأهل كل زمان يشبهون زمانهم بل ويحبونه ويدافعون عنه وهذا من وفاء الإنسان لزمانه!

زماننا اليوم، رغم كل كوارثه سيأتي عليه يوم في المستقبل سيوصف أيضاً بالزمن الجميل، لأن زمناً آخر سيأتي ربما يفتقد لكثير مما ننعم به اليوم، فلنعش زماننا برضا وقناعة، لنرى اليوم جميلاً قبل أن يصير صوراً وحكايات تتناقلها أجهزة الهاتف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزمن الجميل الزمن الجميل



GMT 20:33 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

ثنائيات الفرجة والحياة

GMT 21:34 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

ليس سهلاً أن تخلق قارئاً

GMT 20:30 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

المرأة.. ليست شيئاً!

GMT 20:36 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

اللغز

GMT 18:57 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

إيقاف «الملك»!

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates