المرأة الأخرى

المرأة الأخرى!

المرأة الأخرى!

 صوت الإمارات -

المرأة الأخرى

عائشة سلطان

في روايتها القصيرة (احتلال)، والتي صدرت منذ سنوات عدة، وسبق لي الكتابة حولها، تؤكد الكاتبة الفرنسية آني أرنو على فكرة الاستشفاء بالكتابة، خاصة من تلك الحالات المرضية التي تتولد في داخلنا وتسيطر علينا ومن ثم تسير حياتنا بشكل لا خلاص لنا منه، ومنها حالة الغيرة الذهنية الغريبة التي سيطرت على بطلة الرواية، ما جعلها تركز جميع قواها على المرأة التي ارتبط بها طليقها الذي انفصلت عنه بإلحاحها وبإرادتها، لقد تحولت المرأة الأخرى إلى وحش تسلل إلى قاع قلبها وعقلها وسيطر عليها بما يشبه الاحتلال! (لقد احتلتني تلك المرأة) تقول الكاتبة!

سألني قارئ بعد قراءته المقال عمن تكون غيرته أعنف - وفقاً للسائد طبعاً - الرجل إذا انفصل عن زوجته أم المرأة؟

وفي الحقيقة فإن السؤال ليس حول من الذي غيرته أعنف بعد الانفصال: الرجل أم المرأة؟ السؤال أيهما علق في الماضي أكثر من الآخر؟ إن كل من يعلق في الزمن، يعلق وحيداً وتغادره السعادة حتماً لأنه يظل يجتر آلامه وذكرياته، وفي حالة كاتبتنا فإن السؤال البديهي هو: لماذا علقت هذه المرأة في مصيدة الغيرة القاتلة على رجل هي من تركته بإرادتها؟

ببساطة، لأنها لم تجد ما كانت تطمح إليه وتتمناه حين تركته، لقد كانت تتوقع حياة أفضل وحباً أقوى ورجلاً آخر، ولم يحدث شيء مما كانت تأمله، وهنا كانت الكارثة، لقد فقدت كل شيء لصالح امرأة أخرى!

إن الرجل في تعامله مع أزمات وجودية كفقد الحبيب أو الطلاق أو الخسارة بشكل عام لا يجلس صامتاً يتأمل اللبن المسكوب، بل يطبق مبدأ (وداوها بالتي كانت هي الداء)، لذلك ففقدان امرأة لن يداويه سوى الارتباط بامرأة أخرى، وهذا ما لم تكن تتوقعه أو تريده بطلة الرواية، لذلك سقطت في مصيدة الاستلاب تجاه المرأة الأخرى!

لقد تركت عصفوراً في اليد سعياً وراء عشرة عصافير على شجرة الجيران، فلم تحصل على أي شيء، لا بل إن الجيران أخذوا عصفورها وشجرتها، لذلك فغيرتها القاتلة ليست سوى ردة فعل الخاسر العظيم الذي لا يريد الاعتراف بالخسارة ..

لقد علقت الزوجة في لحظة اكتشاف أن زوجها أخذته امرأة أخرى بينما هي أخذت الفراغ، فلو أنها ارتبطت وعاشت الحياة التي حلمت بها ما كانت ستلتفت لا لطليقها ولا للمرأة الأخرى.. كلنا تلك المرأة في التعاطي مع الخسارات التي نصنعها بأيدينا ثم يصعب علينا الاعتراف بذلك!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة الأخرى المرأة الأخرى



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates