بقلم : عائشة سلطان
عندما كان العالم في الحادي عشر من شهر سبتمبر لعام 2001، يتابع متجمداً من هول ما يراه على شاشات التلفزة التي كانت تبث الحدث، كانت مدينة نيويورك تعيش دمارها المتناهي الذي ستصدره لاحقاً لجهات الأرض، وكان الجميع بالكاد يلتقطون أنفاسهم، كانوا بين مصدق ومكذب، بينما برجا التجارة ينهاران تماماً أمام أنظار العالم.
يومها تساءل الأمريكيون هل فقدنا هيمنتنا على العالم؟ أما الأوروبيون فقد تساءلوا هل سقطت قداسة العولمة؟ بقية العالم كان ينتظر الغد، اليوم التالي للزلزال، ليطرحوا السؤال الأهم: هل سيتغير العالم؟ وكيف سيكون هذا التغيير!الذين أجروا حساباتهم العلمية الدقيقة أيقنوا أن العالم، وليس مدينة نيويورك أو الولايات المتحدة فقط هي التي ستتغير، لكن ما من أحد توقع حجم وشكل التغيير، صناع القرار في واشنطن هددوا وتوعدوا، وتتابعت نظريات المؤامرة تفسر ما حدث، وطفت على السطح نظرية المؤامرة بشكل قوي، وخرجت جيوش أمريكا، ووجدت أفغانستان نفسها في مرمى النيران، واحتلت العراق، وأطيحت أنظمة، وأصبحت خصوصية الجميع منتهكة بذريعة الحفاظ على الأمن القومي للولايات المتحدة، وتغيرت بشكل كامل ونهائي خريطة السفر وما تبع ذلك من المعاملات في المطارات، والطائرات، وتحويلات الأموال، وضرب عرض الحائط بحرية التنقل والتعبير والخصوصية و و و.
كل ذلك ونحن نتحدث عن تفجير برج التجارة العالمي في مدينة أمريكية، وعن ضحايا لم يصلوا إلى 3000 ضحية، فكيف نستبعد تغييرات جذرية وصادمة في ما بعد كارثة كورونا التي أودت بحياة ما يقارب من 277000 إنسان؟ التغييرات ستحصل وستكون جذرية بل مخيفة ولن يعود شيء كما كان عليه قبل جائحة كورونا، لكن الإنسان سيعتاد وسيواصل سعيه للبقاء والاستمرار!