بقلم : عائشة سلطان
أتذكر ذلك اليوم الذي عقد فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لقاءً مع مديري الدوائر في دبي، أتذكر حين بدأ حديثه بسؤال وجهه لأحد السادة المديرين: ما هو أصعب شيء يمكن أن تقف أمامه في حياتك؟ وقد انتقل السؤال لأكثر من شخص دون أن يقدم أحد منهم الإجابة المتوقعة! فنظر الشيخ محمد بن راشد للحضور وقال: أصعب شيء في الحياة أن تتخذ قراراً.
مضى على ذلك اللقاء سنوات طويلة، وما زلت أتذكره في كل مرة أتخذ فيها قراراً حاسماً، خاصة حين أشعر بأن الحياة تدفعني دفعاً لاتخاذ مسار أو قرار بعينه. فلماذا يبدو القرار بهذه الصعوبة؟
ربما لتعدد الأطراف المتأثرين به، وإلى مسؤوليتك أمام نفسك والآخرين، وإلى التبعات التي قد تلازمك أو تلازم غيرك مدى العمر بسببه، لكن الأهم من كل هذا وذاك هو أنك في اللحظة التي تتخذ فيها قرارك، لن تتمكن من التراجع أو إعادة عقارب الساعة للوراء!
أحياناً كثيرة وأنت منهمك في الحياة، تقتلع أحلامك من شقوق الصخر، وتجابه تحديات تجدها ظالمة في حقك تتساءل: لماذا تضعني الحياة في هذه الاختبارات؟ ولماذا تطحنني كحبة حنطة؟
وسواء عرفت الإجابة أو بقيت معلقة في فم الحياة، لا بد أن تتذكر مسارات حياتك منذ البدايات، حين وقفت ذات يوم منذ سنوات بعيدة على مفترق طريق صعب، وقررت أن تختار ذلك الطريق دون غيره.
الحياة برمّتها متعلقة بالقرارات، هذا ما يؤمن به جيداً أولئك الذين يعرفون خطورة أن تتخذ أي قرار في حياتك، وسواء ظهرت لك تلك القرارات صغيرة أو بدت لغيرك تافهة، فإنها دون أن تشعر تمهّد الطريق لقرارات دقيقة، ستغيّر حياتك، أو قد تعيد تشكيلها تماماً.