بقلم: عائشة سلطان
يوم واحد يفصلنا عن حدث ثقافي كبير جداً، هو معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث تحل الصين بكامل أدبها وثقافتها وأدبائها وكتابها وناشريها، ضيفاً على معرض الكتاب، مقدمة للناشرين العرب، والإماراتيين تحديداً، فرصاً لا تحصى ولا تقدر حول آفاق وإمكانات وفرص التعرف إلى هذا العالم الكبير والعميق والمترامي الأطراف، عالم الأدب والأدباء، سوف يموج المعرض بهذا العالم من كبار الأدباء وحفلات التوقيع والجوائز الأدبية الرفيعة المستوى!
كثيرون يتساءلون عن ضرورة الأدب في حياتنا؟، فهل من الضروري أن يقرأ الإنسان الأدب أو يطلع عليه، يسألك كثير من الناس عن أهمية الروايات والقصص والشعر، معتبرينه مضيعة للوقت، أو أنه مجرد اهتمام من اهتمامات النساء والمراهقات والعاطلين عن العمل؟، فهل الاهتمام بالأدب فعلاً عمل من لا عمل له؟.
في مقال للأديب ماريو فارغاس يوسا، يقول «إن بورخيس الشاعر الكبير كان ينزعج كثيراً كلما سُئل «ما فائدة الأدب؟». كان يبدو له هذا السؤال غبياً، لدرجة أنه يود أن يجاوب بأنه «لا أحد يسأل عن فائدة تغريد الكناري، أو منظر غروب شمس جميل». إذا وُجد الجمال، وإذا استطاع هؤلاء، ولو للحظة، أن يجعلوا هذا العالم أقل قبحاً وحزناً، أليس من السخف أن نبحث عن مبرر لذلك؟».
في القراءة، كما في كل شيء، فاقد الشيء لا يعطيه، الأم التي لم تفتح في حياتها كتاباً بعد كتب المدرسة، كيف يمكنها أن تهدي أطفالها كتباً إذا نجحوا، بدل أجهزة الآيباد، هي تعتقد أن وجود الآيباد دليل تطور ونعمة، بينما الكتب الأدبية دليل تفاهة وضياع وقت وعقد نفسية، لماذا هذه النظرة الغرائبية والسوداء للكتب؟.
فاقد القراءة لا يعطيها، لذلك، فالذين سيبذلون جهداً باتجاه تكريس فعل قراءة الأدب والتشجيع عليه، هم أولئك المؤمنون به والمنتمون لشغفه، أما الذين يأتون من ثقوب الحياة الضيقة، فلن يفعلوا سوى إثبات العكس، لأنهم لا يريدون أن يتعلموا ما يعلمهم إياه الأدب!
يوسا يعود ليؤكد أنه لا يوجد من يعلمنا أفضل من الأدب «فلا شيء يحمي الإنسان من غباء الكبرياء والتعصب والفصل الديني والسياسي والقومي، أفضل من تلك الحقيقة التي تظهر دائماً في الأدب العظيم الذي يعلمنا: أن الرجال والنساء من كل الأمم متساوون بشكل أساسي، وأن الظلم بينهم هو ما يزرع التفرقة والخوف والاستغلال».