تجاهل وامض لبعض الوقت

تجاهل.. وامض لبعض الوقت!

تجاهل.. وامض لبعض الوقت!

 صوت الإمارات -

تجاهل وامض لبعض الوقت

بقلم : عائشة سلطان

أغمض عينيك عن أشياء كثيرة، تجاهلها وامض، أنت تعلم أنها هناك، وتعلم أنها خطأ وأنها مثيرة للأعصاب، كما تعلم أنها كثيرة جداً، وتحتاج لمن يقف لها بالمرصاد ليعدل المعوج منها ويصحح الخطأ، ويثور على ما يدفع للتوتر، أنت تعلم الوضع الصحيح الذي من المفترض أن يكون، وتتمنى أن يكون، لكن تذكر المثل (ما كل ما يتمنى المرء يدركه) فإذا أردت أن تكون هانئاً وسعيداً، تغلب عافيتك سقمك وهدوؤك عصبيتك، فتذكر قول الإمام أحمد (تسعة أعشار العافية في التجاهل)، التجاهل الذي لا يعني السكوت على الخطأ أو التجاوزات الأخلاقية أو الظلم، لكن تجاهل الوقوف عند كل حدث وكل ملاحظة وكل تصرف عابر أو كلمة خاطفة!

ذات يوم قدمت الزوجة لعائلتها على الفطور بسكويتاً بدا محروقاً وغير معد بالشكل المطلوب، أما الابن فاعتذر عن تناوله بحجة أنه سيتناوله لاحقاً، وأما الأب فامتدح بسكويت زوجته بشكل أثار استغراب الابن واعتبر والده كاذباً أو مجاملاً بشكل غير مقبول، الأب شرح لابنه لاحقاً الأمر قائلاً: لقد تعبت أمك في إعداد قالب البسكويت، وكانت تود أن يكون كما ينبغي، وحين قدمته لنا كانت على علم أن به عيباً واضحاً وربما كانت تتوقع شيئاً من الاستياء أو النقد، مع ذلك فنحن لم نفعل ذلك، نحن تذكرنا تعبها وتجاهلنا العيب، ذلك أثر فيها بلاشك ولم ينقص منا شيئاً، أحياناً علينا أن نغمض أعيننا عن بعض العيوب في مقابل الكثير من الحسنات، قالب حلوى محروق لا يضر في مقبل سنوات من الوجبات اللذيذة والتعب المضني !

لا وجود لإنسان ميكانيكي يقوم بكل شيء بمثالية ولا يخطئ، لا توجد أحداث تأتي مفصلة على هوانا، لا يوجد أزواج، أصدقاء، أبناء، جيران، زملاء عمل..

مثاليون كما نحب وكما نريد، لأننا لسنا مثاليين كما يتطلب الآخرون، لذلك فحين نغمض أعيننا ونتجاهل تلك العيوب الصغيرة والزلات والهفوات الصادرة عنهم، فلأنهم في المقابل يتجاهلون ويغمضون أعينهم عن الكثير من عيوبنا ويتقبلوننا كما نحن، لتمض القافلة بأقل قدر من الخسائر وبأكبر قدر ممكن من الرضا!

كثير من الصداقات تفشل لأننا نريد أصدقاء بمواصفاتنا نحن لا كما هم في الحقيقة، ونظل ننقب في سلوكهم وأخطائهم حتى تكبر عيوبهم فلا نعود نرى حسناتهم، وتفشل الزيجات للسبب نفسه، ونتصارع مع زملائنا لأننا لا نغض الطرف عن أخطائهم، ونهجر جيراننا لأننا ننتقدهم دائماً، وهكذا حتى تصير الحياة كثقب ضيق لا يتسع لنا وللآخرين..

بينما الحياة مجموعة من البشر يعانون من ضعف بشريتهم مثلنا، لذاك فنحن نحتمل الحياة حين نعبرها سوياً معهم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجاهل وامض لبعض الوقت تجاهل وامض لبعض الوقت



GMT 20:33 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

ثنائيات الفرجة والحياة

GMT 21:34 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

ليس سهلاً أن تخلق قارئاً

GMT 20:30 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

المرأة.. ليست شيئاً!

GMT 20:36 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

اللغز

GMT 18:57 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

إيقاف «الملك»!

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates