بقلم : عائشة سلطان
في الحقيقة لا أعرف الكاتب شخصياً، ولا صاحب دار النشر، ولم أقرأ الكتاب بعد، وهذا يجعل الكتابة قائمة على أساس غير صحيح؛ لأن الكتابة عن شيء لم تختبره سيحولها إلى كتابة تسويقية فارغة من أي مضمون سوى تكرار ما قاله الآخرون. في الحقيقة لا شيء يدفعني لكتابة ترويجية، لكن هذا الكتاب لطالما راودتني نفسي للكتابة في ذات موضوعه، لذا وجدته يشدني مذ وقعت عيناي على عنوانه. وأعلم أن الكتابة عن الحقبة نفسها ستختلف إذا كتبها مصري عنها إذا كتبها إماراتي، لكن الجوهر سيبقى ماثلاً.
الكتاب الذي أتحدث عنه هنا هو «كنت شاباً في الثمانينات» للكاتب والصحفي محمود عبدالشكور، الذي يتناول فيه أحداث حقبة الثمانينات بكل التفاصيل التي يتشابك فيها الخاص بالعام، السياسة بالصحافة والسينما، فضائح الممثلات بنجاحات بعض الرموز الفنية الكبيرة، التيارات المتطرفة بمباريات كأس العالم.
في الكتاب سيرة شاب وسيرة مدينة وجزء مشهد العالم الذي عاشه الجميع: عن سنوات حسني مبارك الأولى، زملاء الدراسة، الأفلام والمسرحيات، موت صلاح جاهين، وفوز محفوظ بنوبل، بدايات عمرو دياب، وتألق محمد منير، وصول مصر أخيراً إلى كأس العالم، وعن الحياة في القاهرة بستين جنيهاً، وعن تلك الأيام الصعبة التي صنعت الكاتب وصنعت جيله كله. في الكتاب صور كثيرة شخصية وعامة وملحق لحوارات أهمها الحوار الطويل مع نجيب محفوظ.
هذا تحديداً ما نحتاجه: أن نكتب عن حقبة الثمانينات التي صنعتنا وصنعت جيلاً مِن ألمع مَن شغل مناصب الدولة، وصفحات الجرائد، ومعظم حراك المجتمع المدني: جمعيات النفع العام، الجمعيات النسائية، حراك طلاب الجامعة، فورة الصحف، انفتاح المجتمع، بروز دور المرأة.. وكثيراً مما يحتاج لرصد دقيق مفصّل.