نساء الظل العظيمات

نساء الظل العظيمات!

نساء الظل العظيمات!

 صوت الإمارات -

نساء الظل العظيمات

بقلم : عائشة سلطان

لنتوقف قليلاً عند هذه العبارة الشهيرة: (وراء كل رجل عظيم امرأة) فهي من أكثر الجمل الاستدلالية ابتذالاً في الأدب والحياة المعاصرة، فما يكاد يلوح خيال رجل يقف على إحدى المنصات ليتم تكريمه، وأينما وجد رجل ناجح أو مشهور، إلا وتذكر هذه العبارة، إلى أن تحولت إلى قاعدة للنجاح وللتضحية!

فليس قاعدة أن كل رجل ناجح وراءه امرأة أعانته على بلوغ النجاح، إلا إذا تناولنا الأمر بشيء من السخرية على طريقة أن المرأة في كل حالاتها تدفع الرجل للنجاح كالزواج الذي عبر عنه سقراط حين قال لولده «تزوج يا بني، فإما أن تصبح سعيداً، وإما أن تصير فيلسوفاً!» .

وقد صنعت حماقات زوجة سقراط أسطوريته كواحد من عظماء التاريخ، ومن أكبر الفلاسفة، هكذا تلعب المرأة دورها في حياة الرجل، لكن السؤال الأهم: ماذا عن الرجل، وعن دوره في صناعة عظمة ونجاح زوجته أو أخته أو أمه؟

لقد طرحت هذه الأسئلة كثيراً عند مناقشة العلاقة بين الأمومة والإبداع، وبين دور المرأة كزوجة وأنثى ودورها كمبدعة، أيهما ينتصر وأيهما على المرأة أن تختار؟ هل تستطيع المرأة أن تقوم بكل الأعباء المترتبة دون أن تخل بالتزاماتها؟

وهل بإمكان المرأة المبدعة كروائية وشاعرة مثلاً أن تتفوق وتصبح بشهرة إيزابيل الليندي وأليف شافاق وج.ك.رولينغ، لو أنها كانت أماً وتعاني أعباء ومسؤوليات ثلاثة أطفال مثلاً؟ أم أن أمر الإبداع لا علاقة له بهذه الخيارات الوجودية؟ طبعاً هذه الأسئلة غالباً ما تطرح على المرأة وليس على الرجل؟

ماذا لو كان لدى ليو تولستوي، عظيم الروائيين الروس، زوجة مبدعة، روائية أو كاتبة مذكرات بارعة مثلاً؟ هل كان تولستوي سيعينها ويقف إلى جانبها؟ كما وقفت زوجته صوفيا التي كانت تصغره بـ16 عاماً إلى جانبه حتى استهلكها ذلك، بعد أن أنجبت له 19 بنتاً وولداً، وسهرت على كتابة أعماله ونسخ مسودات رواياته، ولطالما قضت ساعات تلعب وتطعم وتلهي الصغار ليبقوا ساكتين ليتفرغ للكتابة، وكان عليها أن لا تتذمر أبداً، لأن دورها أن توفر له الراحة وتبقى بعيدة كحارسة لأجواء راحته!

تبقى المرأة ذات قدرات عظيمة، ويكفي أنها في حياتها وتفاصيل يومياتها قادرة على القيام بأدوار كثيرة متداخلة وأحياناً متناقضة بكفاءة، مع ذلك، فهناك يقين كبير أن التاريخ حفل بنماذج من نساء عظيمات لسن بأقل نبوغاً من شكسبير وتولستوي والمتنبي، لكنهن اخترن أن يمنحن أوقاتهن ورعايتهن لرجل وقفن إلى جانبه مكتفيات بدور المرأة التي وقفت إلى جانب رجل عظيم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء الظل العظيمات نساء الظل العظيمات



GMT 20:33 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

ثنائيات الفرجة والحياة

GMT 21:34 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

ليس سهلاً أن تخلق قارئاً

GMT 20:30 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

المرأة.. ليست شيئاً!

GMT 20:36 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

اللغز

GMT 18:57 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

إيقاف «الملك»!

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates