كيف تكتب عموداً يومياً

كيف تكتب عموداً يومياً؟

كيف تكتب عموداً يومياً؟

 صوت الإمارات -

كيف تكتب عموداً يومياً

بقلم : عائشة سلطان

العمود الصحفي، هذا الركن الأساسي الصغير في أية جريدة صغيرة أو كبيرة الأهمية، محدودة أو واسعة الانتشار، يقرأها رجال بلدة ضائعة خلف الجبال أو سكان مدينة يعدون بالملايين، سياسية أو منوعة، غربية أو عربية.

هذا العمود يمكن أن يصنع يومنا أحياناً، خاصة حين نبدأ بقراءته كأول طقس من طقوس النهار، لذلك فلنكن حذرين ونحن نقلّب كامل الصحيفة لنبدأ من آخر عمود فيها، فإذا لم نكن على ذلك القدر من الثقة بالكاتب وبقدرته على ترتيب مزاجنا منذ الصباح فلنتمهل، لنؤخر إلقاء التحية عليه، فقد أصبحنا في زمن مرن جداً، وصار بإمكاننا أن نقول لبعضنا (صباح الخير) في منتصف النهار وبلا أدنى حرج!

العمود الصحفي، هذا الفن الصحفي الصغير، هو في الحقيقة شديد البذخ، فائق الإغراء، وهو أيضاً صانع إشكالات كبيرة في عالم الصحافة، ذات مرة سمعت صحافياً مصرياً يقول (الذين يكتبون العمود كمثل من يحملون المدافع الرشاشة)، وبرغم صغر مساحة العمود بالنسبة للأخبار والتحقيقات والتقارير والصور، فإن شراسة العمود تترك آثاراً لا تنسى على جلد المجتمع لأيام بعد قراءته وانتشاره بين الناس!

لي مع العمود الصحفي اليومي حكايات كثيرة، مع الرقباء، مع رؤساء التحرير، مع القراء، مع القضاء، مع الأصدقاء، مع من يعتقد أنه فوق النقد ومع من يظن أن الشمس يمكن إخفاؤها بإصبع، ومع المحبين والأعداء (يمكن أن ينبت لك العمود الصحفي أعداء من تحت الأرض! ويمكن أن ينزلهم لك من فوق بدون أن تعرف من أي (فوق) أتوا!

لا مشكلة في حدوث ذلك، وعلينا أن نفهم السياق الذي نتحرك فيه، ونتفهم معنى أن نطلق رشاشات أعمدتنا على البعض، وبالتالي نتوقع ما ينتظرنا ونتقبل ما يأتينا. ومع كل المخاطر فكاتب العمود لا يمكنه السباحة خارج المياه الإقليمية للعمود، يصير العمود الصحفي عمله، وظيفته في الحياة، ثقافته، وصفته التعريفية في كل مكان، وتحت هذه الشجرة الكبيرة يجتمع كل صباح مع الجميع!

ولأنه وعاء صحفي صغير جداً ولطيف أحياناً وشرس في معظم الأحيان، فمساحته قد لا تكفينا دائماً لما نود قوله، أو البوح به أو الإعلان عنه لذلك فهو مستمر وثابت رغم العجب الذي يبادرك به الكثيرون: كيف تكتب عموداً يومياً؟ هذا العمود لابد أن يكون يومياً لأنه يخلق حياته من عدم اكتماله، ويخلق استمراريته من ظمأ كاتبه وقرائه معاً!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تكتب عموداً يومياً كيف تكتب عموداً يومياً



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مشجعو "الوصل" و"الوحدة" يتنافسان على لقب "أفضل جمهور"

GMT 13:01 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ساسولو يقفز لوصافة الدوري الإيطالي بعد تخطّي نابولي

GMT 04:18 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

"هاني عازر" ثالث سفراء الدورة الـ51 لمعرض الكتاب

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:35 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة سائح أميركي بعد تعرضه لهجوم من سمكة قرش

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

انطلاق معرض في الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان

GMT 11:08 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

1.4 مليار ريال تكلفة مشروع إسكان الموظفين في مكة

GMT 07:27 2013 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل سبعة مطاعم في دبي

GMT 16:09 2013 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

باحثون ينجحون بتحويل موجات الميكرويف إلى طاقة كهربائية

GMT 08:41 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

عماد فؤاد يشارك بـ"الحالة صفر" في "القاهرة للكتاب"

GMT 07:20 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

"فيسبوك" يغلق صفحة الوكالة العربية السورية للأنباء

GMT 05:18 2013 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

"سوني" تطرح جهاز لابتوب جديد بشاشة لمس

GMT 21:04 2013 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم يقدم وجباته وسط الأكفان والأموات

GMT 04:07 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

280 ألف زائر شاهدوا ثماني معارض فنية للفنان ماتيس في مدينة نيس

GMT 18:05 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"تيد بيكر" تعتمد تصاميمًا محتشمة في فساتين السهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates