شراسة التكنولوجيا

"شراسة" التكنولوجيا

"شراسة" التكنولوجيا

 صوت الإمارات -

شراسة التكنولوجيا

بقلم : عائشة سلطان

إن ما أفرزته ظاهرة «السوشيال ميديا» من آثار على حياتنا كأفراد عاديين ومجموعات إنسانية تورطنا في استخدام تقنيات التواصل أصبحت محل اهتمام الجميع، وخاصة بعد أن تجاوز استخدامها الشكل الطبيعي ووصل إلى درجة الإدمان، وأفرز مجموعة من الظواهر التي لا تخطئها العين، مهما حاولنا إنكارها أو التقليل من شأنها، وهنا فنحن لا ننكر إيجابيات الإعلام الاجتماعي، لكننا نناقش الأمر من تلك الزاوية التي تحولت فيها الوسيلة إلى هدف في حد ذاته.

إننا نبالغ في استخدامنا لمواقع وتكنولوجيا التواصل لإثبات إيماننا بالحداثة، والتباهي بقدراتنا الوهمية أو المضللة أحياناً في امتلاك ملكات وتقنيات التأثير على الجمهور ونشر الأخبار وجمع الأصدقاء، والانضمام للحشود الافتراضية في حالات التعبير الجماعي عن أي موقف من دون تمييز أو تفنيد، ما عزز مقولة إن «السوشيال ميديا» عززت «عقلية القطيع» عند الجماهير التي صارت ترى فيها منفذاً أو شكلاً من أشكال الحرية والتحرر الشخصية الذي طالما حلمت به!

في مواقع التواصل الاجتماعي يتوهم الإنسان أنه يمارس حرية التعبير فيبادر بكتابة رأي ما حول أمور تبدو له بديهية، ومن حقه أن يقول فيها رأيه، لكنه يواجه بجموع من المهاجمين والشاتمين والمتطاولين، لمجرد رأي بسيط في وضع اجتماعي أو شخصية مشهورة أو حتى في رواية أو مطرب أو مطربة، لا يتعلق الأمر بطريقة التعبير وفيما إذا كان قد استخدم كلمات مسيئة أو لا، فأن تعبر عن رأي مخالف للجماهير يعتبر أمراً مرفوضاً من حيث المبدأ فأين هي الحرية إذن!

لقد ضاعفت تقنية مواقع التواصل تكريس نظرية القطيع وأكدت ما ذهب إليه غوستاف لوبون منذ سنوات طويلة حول سايكلوجية الجماهير التي هاجمت علماء وكتاباً وكتباً وأيقونات بارزة، حين تم المساس بالخطوط الحمراء لهذه الجماهير التي أصبح تجييش مشاعرها والتلاعب بها أمراً واضحاً عبر هذه التكنولوجيا!

إن خطورة تكنولوجيا الاتصال تتعدى أنها تفصلنا عن بعضنا وتحولنا إلى بشر أشبه بجزر عائمة وغارقة في محيطات لا نهائية، لقد ضاعفت هذه التكنولوجيا من شراسة الأنا في داخلنا ومن حالة الفردانية والقفز على مواثيق وأخلاقيات العمل الإعلامي، وصارت الحدود غير واضحة بين الحرية والفوضى، قيم الانضباط وقيم التحرر.. إلخ!
نقلا عن البيان
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شراسة التكنولوجيا شراسة التكنولوجيا



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates