إرهاب القراء

إرهاب القراء!

إرهاب القراء!

 صوت الإمارات -

إرهاب القراء

بقلم : عائشة سلطان

أورد مؤلف كتاب «هكذا تكلم القارئ»، حكاية صديقه الذي كان يذهب لشراء الكتب خفية عن أعين أصحابه الذين يجتمع معهم باستمرار، فيتداولون عناوين كتب قرؤوها، وأسماء مؤلفين كبار، أو كما يصفونهم «كلاسيكيين»، يجب على كل مثقف أو قارئ كُتب، أن يكون قد قرأ نتاجهم كله، أو بعضاً منه على الأقل، وإلا، فإنه لم يقرأ شيئاً، ودعونا نستنتج بعضاً من هذه الأسماء «الكلاسيكية»، التي ربما أوقعنا عدم قراءتنا لهم في براثن اتهام بالجهل أو الغفلة، ربما أو عدم تقدير ما يجب أن يقدَّر (أبرز هؤلاء: تولستوي، ديستويفسكي، ديكنز، هوغو، بروست، غوركي، تشيكوف، ماركيز، محفوظ، معلوف... إلخ)، إن عليك أيها القارئ أن تكون قد ختمت رواياتهم، كي يمنحك النقاد وأوصياء القراءة شهادة «قارئ» حقيقي!

الصديق الذي كان يذهب متخفياً إلى المكتبات، وعندما يتأكد أن لا أحد ممن يعرف من القراء الكبار في طريقه لأية مكتبة، يحمل أكياساً قماشية لا تظهر محتوياتها للعيان، بعكس الأكياس البلاستيكية أو الشفافة، فينتقي تلك العناوين التي سمع أصحابه يذكرونها في جلساتهم، فيدّعي أنه قرأ مثلهم، وأنه يعرفها كما يعرفونها هم، خوفاً من تلك التهمة، إلى أن جعله سوء حظه ذات يوم، يلتقي أحدهم فيكتشف ما كان يخفي من كتب في أكياسه تلك، منتزعاً منه سره الذي اجتهد في إخفائه عنهم!

هذه الإشكالية لا تنحصر في ظاهرها الذي قد نحسبه بسيطاً أو تافهاً، ولا يستحق مجرد التوقف عنده، في الحقيقة، ينطوي الأمر على استخدام الأسماء الكبيرة للكُتاب التاريخيين، كسيف يسلط أحياناً على خيارات وتوجهات القراءة، فحين لا تعجبك رواية لديستويفسكي مثلاً، أو ربيع جابر، أو نجيب محفوظ، ومن ثم تورد أدلتك وبراهينك على ما ذهبت إليه بعد قراءة متمعنة للكتاب، ومن ثم تتجرأ وتعلن رأيك ذاك على الملأ، فثق بأن هجوماً كاسحاً سوف يُشن عليك بسبب ذلك الرأي، وستخرج في النهاية خاسراً أمام القراء الذين يعتنون بأصنامهم من الكُتاب، وأمام النقاد الذين لا يفعلون شيئاً أكثر من تكريس الأسماء التقليدية، ودفع القراء للنظر إليهم باعتبارهم ذواتاً مبدعة حد العصمة، بحيث لا ينطقون عن الهوى أبداً، وبالتالي، فاحذر، يقولون لك مباشرة وضمناً، من أن تتطاول على آلهة الأدب!

لقد انتقد الغرب كل شيء، بدءاً بالكنيسة وانتهاء بالأفكار العظمى والسرديات الكبيرة، بما فيهم ديستويفسكي، الذين كان لا يتورع عن حشو رواياته بأمور لا ضرورة لها، ابتغاء لمضاعفة سعر الرواية.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب القراء إرهاب القراء



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates