قصتي قصة دبي 2

قصتي.. قصة دبي 2

قصتي.. قصة دبي 2

 صوت الإمارات -

قصتي قصة دبي 2

بقلم _ عائشة سلطان

الوالدان هما المعلمان الأولان في حياة كل طفل، وهما المعلمان اللذان يستمران معه مراهقاً وشاباً، فيظل يقتفي آثار نصائحهما ودروسهما طوال حياته، وعند المطبات التي تعترضه وهو يقطع دروب الحياة الصعبة يلوح صوت الأم بكل طيبته وحنانه، فيتذكر جملة قالتها ونصيحة لطالما أعرض عنها، ساعتها ينقاد لما كان قد أعرض عنه، فيكون ذلك الصوت كطوق النجاة تماماً، لا تتركنا الأم أبداً حتى بعد رحيلها، كما يتبدى وجه الأب بكل صرامته وقسوته التي لطالما تبرَّمنا منها، عند تلك المنعطفات وحدها، صرامة الأب تهدينا للمخرج وتفسح لنا الطريق الآمن!

يتذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والدته المغفور لها الشيخة لطيفة بنت حمدان، فتلوح صورتها في ذهنه كما انطبعت دائماً، امرأة جميلة، رفيقة، حنونة، شديدة الطيبة، حاذقة في ركوب الخيل، ومتفانية في تقديم المساعدات للناس، وماهرة في خلط الأعشاب وتركيبها والمداواة بها، يقول سموه: «كانت أمي أميرة جميلة، كانت أجمل الملكات، كانت أمي أطول النخلات، كانت إذا تمشي يرافقها غزال وتتبعها عناية الرحمن»!

تعلَّم سموه من أمه الكثير، لكن تجربة السفر إلى لندن، وليلة العاصفة وحريق السفينة «دارا»، بكل دراماتيكيتها وأهوالها، طبعت صورة أمه كأفضل ما يكون المثال والقدوة، فهي من وسَّع مداركه، ومنحه أمان العبور لتجارب صعبة بالنسبة إلى طفل ينفصل عن والدته للمرة الأولى، كما أنها بسطت أمامه المبدأ الأهم بالنسبة إلى رجل سيكون حاكماً وقائداً ذات يوم: «مساعدة الناس والتفاني في حمايتهم، وعدم تفضيل نفسه عليهم»!

أما الوالد، الحاكم، مؤسس نهضة دبي الحديثة، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، فهو الرجل الذي تعلّم منه أهم الدروس وأعظمها، يذكره سموه في كتابه «قصتي» كثيراً، فهو الذي غرس فيه بشكل عملي الدرس الأكبر في الحياة: أن الإنسان لا يولد كاملاً، وهو بحاجة دائمة إلى عقول غيره ليتعلم ويكتمل، ويستمر دون تعالٍ أو إلغاء أو تكبُّر على أحد، صغيراً كان أو كبيراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصتي قصة دبي 2 قصتي قصة دبي 2



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates