غوايات اللغة

غوايات اللغة!

غوايات اللغة!

 صوت الإمارات -

غوايات اللغة

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

أحبُّ الكاتب الذي يعتني بلغته، الذي ينحت لنفسه لغة من توقيعه الخاص، تماماً كما يعتني بصلب الموضوع الذي يناقشه والمعلومات التي يضخها في موضوعه، اللغة أمر في غاية الأهمية، فهي التي تجعلك تحب ما تقرأ وهي أيضاً ما يدفعك لإلقاء الكتاب جانباً.

غالباً ما يطلق النقاد مصطلح اللغة الشعرية على تلك النوعية من الكتابة التي تستعير من معجم الشعر كثيراً من مصطلحاته وجمالياته اللغوية وتراكيبه، من أجل التأثير في القارئ وفي بنية النص معاً. إن تراكيب اللغة حين تكون شعرية لا تقل أثراً عن التراكيب الفكرية والاجتماعية المستخدمة. وهذا ما برعت فيه كاتبة مثل أليف شافاق، ذات الكعب العالي في ميدان الكتابة الروائية بين بنات جيلها من الروائيات العالميات.

في كل منجزها الأدبي الذي تجاوز 15 عملاً، كانت لغة شافاك مميزة دائماً وشديدة الشعرية والتأثير. إنك لا تُنهي رواية ولا تترك كتاباً من توقيعها دون أن يصحبك قوس قزح من الكلمات والأفكار والإضاءات التي تتكفل بتقديمها لك ببساطة مدهشة، بينما تظل أنت متفكراً تقول لنفسك: «نعم أعرف هذا المعنى أو هذه الحالة، لقد مررت بهذه التجربة وخرجت بالقناعة نفسها، لكن لم يخطر ببالي أن أصوغها بهذا الشكل الفاتن»، نعم لم يخطر لنا جميعاً أن نفعل؛ لأن تلك تحديداً مهمة المختلفين من الكُتَّاب.

في روايتها الأخيرة «10 دقائق، و38 ثانية في هذا العالم الغريب»، يبدو العنوان أطول مما ينبغي لكاتب يمتلك ناصية اللغة، لكنك وأنت تحث الخطى في ممرات حديقتها السردية الفاتنة، ستقتنع بأن كاتباً آخر سواها ما كان سيختار عنواناً شديد التعبير مثله، وإن أي عنوان آخر ما كان سيبدو لك مقنعاً! تلك واحدة من غوايات اللغة وأسرارها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غوايات اللغة غوايات اللغة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates