بقلم : عائشة سلطان
أرسلت إليَّ صديقة مقالاً مترجماً إلى العربية يتناول قائمة 100 كتاب صنّفتها صحيفة «غارديان» البريطانية بأنها أفضل 100 كتاب في مجالات الرواية والفلسفة والعلم والسير الذاتية بحسب الصحيفة، مؤكدةً أن أصحاب تلك الكتب قد أثروا التجربة البشرية بأفكارهم في مختلف المجالات الأدبية والإنسانية على مدى سنوات من القرن العشرين، والقائمة لا تقتصر على كُتَّاب اللغة الإنجليزية فقط، بل شملت كتّاباً ينتمون إلى لغات أخرى كالألمانية والفرنسية والإيطالية.
فيما يتعلق بتصنيفات الكتب والمؤلفات ووضع صفة أو معيار بهذه الصرامة غير الموضوعية كالأفضل والأشهر والأهم وغيرها من التصنيفات، فإن الأمر يحتاج تفسيراً مقنعاً يجعل القراء يفهمون لماذا اعتبرت الصحيفة هذه الكتب هي الأفضل دون غيرها، وهؤلاء الكُتَّاب هم الأهم دون بقية الكتاب المشهود لهم بالأثر البالغ في الأدب والرواية والفلسفة، باعتبار الجوائز الرفيعة التي مُنحت لهم، وباعتبار تقييمات النقاد وترجمة وتداول مؤلفاتهم بين ملايين القراء حول العالم!
لقد وضع الكاتب والروائي سومرست موم تصنيفاً مشابهاً حول أفضل 100 رواية من وجهة نظره، بناء على طلب أحد رؤساء الصحف، ذلك التصنيف لم يحز رضى الجميع، فقد انتقده كثيرون، لأنه أخرج من القائمة كُتَّاباً كباراً لا يمكن تجاوز أثرهم الكبير، تماماً مثل هذا التصنيف الذي وضعته «غارديان»!
هناك مسألة مهمة عند النظر إلى هذه القوائم، وهي قضية الذائقة الخاصة لمواضيعها أولاً، ثم الذاتية التي تحكم تقييم هذه المؤلفات، إضافة إلى النطاق الجغرافي الذي تمثله، فهناك مؤلفات لم تُترجم إلى العربية مثلاً ولم يسمع بها قراء اللغة العربية، وهذا لا يعني أنها ليست مهمة أو ليست الأفضل، لكن يعني أننا لا نعرفها، ثم إن عدم وجود أي كاتب عربي في القائمة يُعدّ أمراً مجحفاً في حق كُتاب الأدب والتاريخ والشعر والسير الذاتية من العرب!
من قائمة «غارديان» وجدتني قد قرأت ثمانية فقط من الـ100 كتاب، لأن هذا ما تمت ترجمته إلى العربية، ما يعيدنا لإشكالات الترجمة مجدداً!