بقلم : عائشة سلطان
عندما هلّت سنوات الثمانينيات، كانت المنطقة تغلي إثر زلزال الثورة الإيرانية، الثورة الأولى التي تابعها جيلنا أولاً بأول، ورأى كيف تغيرت شروط التحالفات الكبرى بسقوط الشاه واستيلاء المعممين على السلطة في طهران، في عام 1980 اندلعت حرب الخليج «الأولى» بين إيران والعراق، كتصدٍّ أول لمحاولات تصدير الثورة.
في تلك السنوات، شاعت بيننا كتابات محمد حسنين هيكل عن الخميني والثورة وأغنيات مرسيل خليفة إثر الاحتلال الإسرائيلي لبيروت عام 1982. خلال سنوات الثمانينيات تواصلت «أكاذيب» الحرب السوفيتية الأفغانية، ومعها ازدهرت حرب التسجيلات الصوتية التي تنافس فيها رموز التيارات الإسلامية الذين قدموا لنا قراءة مضللة للحرب باعتبارها حرباً مقدسة، بينما الحقيقة أنها لم تكن سوى صراع مصالح شرس تم تمويله وتمريره على حساب الملايين.
أما في نهاية السبعينيات فقد تأسست الجامعة الأولى في الإمارات، وشهدت إقبالاً عظيماً، واستقطبت خبرات وأسماء لامعة من كبار الأساتذة العرب، وشهدت حراكاً طلابياً متنامياً لم يكن بعيداً عما يجري في المنطقة.
شهدت سنوات الثمانينيات نمواً متسارعاً في مشاريع التنمية، والاهتمام بقطاع التعليم، بالرغم من انهيار أسعار النفط إلى مستوى 10 دولارات للبرميل! مع ذلك فقد اعتُبر دخل الفرد من أعلى الدخول على مستوى العالم، مع تدفق طلاب الإمارات للدراسة في جامعات الغرب، وتحديداً في أوروبا والولايات المتحدة، ما شكّل أساساً قوياً لتغيير الكثير من مفاهيم الحداثة والانفتاح.
كجيل عايش نهضة بلاده في مهدها، حظينا بفرصة معايشة تأسيس أكبر المشاريع في الإمارات: الجامعة، المدارس، المساكن الشعبية، طيران الإمارات عام 1985. وعلى مستوى مؤسسات المجتمع المدني، كان عام 1984 إيذاناً بتأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وبزوغ العديد من الأسماء المبدعة في الأدب والصحافة والشعر.