هكذا تكلم القارئ

هكذا تكلم القارئ !

هكذا تكلم القارئ !

 صوت الإمارات -

هكذا تكلم القارئ

بقلم : عائشة سلطان

 أتذكر وأنا أنتقي تلك الكتب التي اقتنيتها من معرض أبوظبي للكتاب في دورته الأخيرة، وأتحايل كأي قارئ يساوم بقلة حيلة للحصول على أكبر عدد من الكتب الجيدة بأقل سعر ممكن، أنني قد حدثت نفسي عن بعض تلك الكتب التي ستكون أول ما أبدأ بقراءتها، وقد كان «هكذا تكلم القارئ» للكاتب الإماراتي محمد حسن المرزوقي، أحد تلك الكتب، وذلك لسببين: أولهما أنني من المعجبين بقلم المرزوقي وطريقة تفكيره، أما الثاني فعندما أهداني محمد الكتاب في المعرض وكنا في جناح «دار كلمات» قال لي: «عسى أن ينال إعجابك»، فوجدتها عبارة تحمل الكثير من «التواضع المعرفي»، الذي تناوله في كتابه، ويدلك بوضوح على عقل كاتب ناضج يعلم أن ما كتبه ربما يثير فيك شهية الاختلاف، لكنك لن تتنصل من تهمة الإعجاب به.

وكما توقعت، فقد قرأت الكتاب في جلسة متواصلة، وأحسب أن سبب سرعتي في إنهائه تعود إلى اتفاقي مع الكاتب في معظم ما ذهب إليه في كتابه حول كل ما يتعلق بمفهوم موت الناقد والنقد الافتراضي والتويتري والحقيقي الذي كاد يموت في حياتنا الأدبية وجدلية العلاقة بين الناقد والقارئ، وبين القارئ وإشكاليات القراءة من حيث هي اختيار حر، وكيف تحولت إلى حالة إرهاب وترهيب!

يناقش الكتاب مسألة الكتَّاب كونهم ذواتاً مبدعة قابلة للجدل والاختلاف وواقع تحولهم لأصنام لا تمس، وصولاً لإشكالية العلاقة بين النقاد والكتاب الجدد بما ينتجونه من كتب سيئة ومسيئة، ودور بعض «حسني النوايا» منهم كما أسماهم في الترويج لهم، ما يجعل هؤلاء الكتّاب لا يتقدمون خطوة نحو صقل نتاجهم بقدر ما يعيدون «استنساخ الرداءة في أعمالهم المقبلة وتسميم المشهد الأدبي» حسب قوله.

الكتاب يحرض على الكثير، في كل موضوع من موضوعات فصوله الثمانية عشر، إضافة للمدخل، وهي وإن لم تحمل أرقاماً إلا أنها تتكامل لتقدم شيئاً واحداً هو «صوت القارئ» للجميع، القارئ الذي دلل المرزوقي في معظم صفحات الكتاب على أنه الأهم من الكاتب، لأنه لولا القراء ما كانت هناك كتابة ولا كتاب، ولذلك استشهد بقول لأحد أشهر القراء، وهو ألبرتو مانغويل، (القارئ الشهير الذي اختاره بورخيس ليقرأ له حين فقد بصره)، الذي ذكر بأنه لم يرتح يوماً لمسمى (الكاتب) لذلك تجتاحه رغبة دائمة ليصحح لكل من يناديه بهذا اللقب، قائلاً إنه قارئ، قارئ استطاع الكتابة!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا تكلم القارئ هكذا تكلم القارئ



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates