بقلم : عائشة سلطان
للكاتب الكويتي ساجد العبدلي، كتيب خفيف ولطيف، جمع فيه الكاتب مجموعة من الخرافات المضحكة والطريفة وغير المعقولة حول القراءة في مجتمعاتنا العربية، والتي يتناقلها الناس في ما بينهم، باعتبارها حقائق، بينما هي ليست كذلك أبداً.
لقد انتشر الكثير من هذه المقولات بين الناس في السنوات الماضية بشكل أكبر من الآن، لكن بعضها ما زال قائماً، وأدى بالفعل إلى نفور الناس من القراءة وإعاقة انتشارها ونموها على المستوى الشخصي والجمعي، كمنع الأهالي بناتهم من القراءة، بحجة أنها (تحرف العقول وتدمر الأخلاق)!
وبالتأكيد، فإن جهود الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني الثقافية، ومشاريع تشجيع القراءة وازدهار صناعة النشر والطباعة والترجمة، أدت متكاتفة، إلى مواجهة تلك الخرافات وتصحيحها، لكن من ناحية أخرى، فقد برزت على سطح مدن الحداثة تحديات أكثر صعوبة، لها علاقة بتغير أنماط القراءة، ووجود بدائل الترفيه الضخمة، وانسحاب الجميع إلى قضاء الأوقات عبر ما توفره منتجات الذكاء الاصطناعي، ومواقع التواصل الاجتماعي!
من الخرافات التي وردت في كتاب (27 خرافة شعبية حول القراءة) مثلاً: أن القراءة تضعف البصر، في حين أكدت الدراسات العلمية، أن ما يضعف النظر هو القراءة في الضوء الخافت. أيضاً يسود اعتقاد بأن قراءة الروايات ليست بذات قيمة، ويمكن للصحف أن تغني عنها، كذلك، فالسائد هو أن القراءة مملة، بينما الألعاب الإلكترونية أكثر متعة، إضافة إلى أن القارئ شخص انطوائي عاطل عن العمل عادة، لذلك يلجأ للقراءة، وقد تكون مقولة إن الكتب الدينية هي الجديرة وحدها بالقراءة، من أكثر الخرافات شيوعاً!!
تقود القراءة لانحراف العقل نحو الأفكار الباطلة والمضللة، كما تعتبر سبباً رئيساً للجنون، إضافة إلى أنها لا مردود مفيد يذكر لها على الإنسان سوى تضييع وقته!! هذه أيضاً من المقولات المسيئة للقراءة، وقد تصدى الكاتب لكل مقولة على حدة، حيث ناقشها وفندها، وأثبت خطأها علمياً واجتماعياً، مدللاً على مكانتها في ديننا وبناء حضارتنا، إضافة للتبجيل الذي تحظى به عند الأمم المتحضرة، بسبب انعكاساتها وآثارها الإيجابية بلا شك!