بقلم : عائشة سلطان
مضى على تاريخ الثاني من ديسمبر 1971، ست وأربعون عاماً، منذ اليوم الذي رفع فيه الآباء المؤسسون لدولة الاتحاد علم دولة الإمارات من مبنى الاتحاد الكائن في نهاية شارع الضيافة في إمارة دبي. ست وأربعون عاماً مضت على تلك اللحظة التاريخية الخالدة والفاصلة التي وقف فيها معالي أحمد السويدي مستشار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأول وزير خارجية في تاريخ الدولة، ليقرأ البيان الرسمي لإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة عربية مستقلة ذات سيادة.
ومنذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة الراهنة، وهذه الدولة تواصل التزامها بنهجها العروبي الثابت وبالتزامها تجاه الجميع، بيتاً للجميع، ويداً لكل الإخوة، وقلباً باتساع العالم، وإرادة سياسية حقيقية لتجسير الفجوة والانتصار على كل العراقيل والصعوبات، عبر مشاريع تنمية ونمو مستدام ومتصل ومدروس، وعبر إصرار على الانفتاح على العالم بكل أعراقه وثقافاته. واليوم فإن النتائج ليست مطمئنة فقط وليست مرضية فقط، ولكنها تكاد تلامس الإعجاز واللامعقول.
نحن نحتفل هذه السنة 2018 بعام زايد، وزايد رمز يعيش فينا كل يوم، في أبنائه من بعده، وفي منجزنا الإنساني المشهود، في مدننا وإماراتنا، في أسماء أبنائنا، في كتبنا، في كل مكان هنا وهناك وعلى امتداد الإمارات. ولن نكون مبالغين إذا قلنا بأنه ينام قرير العين مطمئناً إلى ما حققه الإماراتيون على امتداد العالم. لقد وصل أبناء زايد لكل العالم وشهدت لهم جهاته الأربع، هذا ما كان يتمناه زايد، عليه رحمة الله.
في الداخل لا يمكن حصر ما تحقق، فهو أكثر وأكبر وأوسع من أن يحصى. يكفي أن الإمارات أصبحت نقطة استقطاب العالم، وتجمع مثقفي الوطن العربي، وبيت أحلامهم، وملتقياتهم ومؤتمراتهم ومهرجاناتهم. الإمارات القطب العربي الكبير الذي نافس في 46 عاماً أعظم دول المشرق العربي ومغربه في كل شيء. ليرحمك الله يا زايد أيها الأب القائد المؤسس.