بقلم : عائشة سلطان
تبدو الظاهرة مهمة ودافعة للتوقف والتساؤل، فالإمارات اليوم من أكثر الدول ضمن محيطها العربي اهتماماً بجوانب الثقافة والإعلام والفنون بأنواعها، يعبر عن ذلك هذا العدد الكبير من الجوائز في جميع المجالات الأدبية والإعلامية والمهرجانات الثقافية والمسرحية ومعارض الكتب الدولية، وجوائز الصحافة والأدب والشعر والمسرح والتراث والموسيقى والتشكيل والتصوير والكثير الذي يستدعي وقفة تقدير وشكر كبيرين.
بعض هذه الجوائز تجاوز العشرين عاماً، ونالت شهرة ضخمة ونالها كل المبدعين العرب، كما استقطبت أعدادا منهم ليكونوا محكّمين وأعضاء مجالس أمناء وضيوف شرف ومحاضرين.. إلخ، بذلك نستطيع أن نقول وبكل ثقة إننا أصحاب مشروع ثقافي عربي حقيقي، يحتفي بالإبداع العربي، نثمنه عاليا ونعتد بأبناء أمتنا المبدعين دون تمييز أو ادعاء.. ولكن! هذه الـ«لكن» أجدها من الضرورة القصوى اليوم خاصة ونحن نقف أمام 48 عاماً من المنجز الاتحادي الوطني العظيم، المنجز الذي نتباهى به على صعيد الإنسان الإماراتي أولاً وعلى صعيد كل ما تحقق له وتحقق بواسطته تعليمياً، وتنموياً وسياسياً وثقافياً.. إلخ، وعليه نسأل عن نسبة ما ناله الإماراتيون في خضم هذا الكم الهائل من الجوائز؟ جوائز الرواية والإبداع ونسبة ما يمثلونه كرؤساء أو كأمناء في مجالس الجوائز أو كأعضاء في لجان التحكيم؟ ألا تؤكد الأرقام والتواجد المؤثر على منصات التكريم وأمام أنظار العالم على مدى ما وصلنا إليه وما حققناه؟ ألا يؤكد عدم فوز عدد من الإماراتيين بجائزة مهمة كجائزة البوكر العربية وجائزة زايد للكتاب.
على وجود تقصير ما أو خلل ما . فكم عدد المبدعين الإماراتيين الذين قدمناهم للعالم من خلال الجوائز المهمة سواء العربية والإماراتية وذات الثقل خلال ال 48 عاما الماضية؟ آن هذا الآمر يحتاج لمراجعة من الجميع المؤسسات والقائمين على أمر الجوائز، لأننا لا نريد أن نبقى رعاة لها فقط، نريد أن يقف الإماراتي ليشارك فيها بجدارة ويتسلمها باستحقاق.