إنه سحر الفكرة وقوتها

إنه سحر الفكرة وقوتها!

إنه سحر الفكرة وقوتها!

 صوت الإمارات -

إنه سحر الفكرة وقوتها

بقلم - عائشة سلطان

الحياة تتلخص في فكرة شديدة الوضوح في معظم الأحيان، وبعد ذلك تصبح حركتنا في الحياة عبارة عن تطبيق يومي وعلاقة إنسانية وثيقة مع هذه الأفكار التي نؤمن بها، والتي يمكننا الحديث عنها ببساطة، والدفاع عنها بثقة.

وبمعنى آخر فإن هذه الأفكار تحددنا، تقول مَن نحن على وجه الدقة، ترسم نوعية شخصياتنا، والمواقف التي نتخذها ونتحرك ضمن حدودها في الحياة، تقول ما يمكننا التعايش معه وما لا يمكننا قبوله، ما نرفضه وما ندافع عنه، ما يبهجنا وما يغضبنا، الأفكار يمكنها أيضاً أن ترسم ملامح ونوعيات الأشخاص الذين يمكننا الحياة بصحبتهم، وأولئك الذين لا يمكن أن يجمعنا بهم أي طريق.

فكرة التخلي واحدة من الأفكار الإنسانية الأقرب إلى المثالية الممكنة للبعض، وإلى المثالية المستحيلة للبعض الآخر، كثيرون على امتداد تاريخ الفلسفة والأدب والتربية الروحية ناقشوا فكرة التخلي أو التخلص من العوالق التي لا ضرورة لها، إنْ في الماديات التي تحيطنا، أو في الأفكار والعلاقات التي نتورّط فيها وتورّطنا، بحيث تصبح الحياة معها مستحيلة، والخلاص منها ليس متاحاً.

كما قد نظن، فقد تتمكن من الخلاص من كومة ملابس أو بطاقات ورسائل وصور قديمة، لكن لا يمكنك الخلاص من علاقات وروابط قامت خيمة حياتك على أوتادها حتى مع يقينك بأن حياتك قد تصبح أكثر جمالاً وخفة لو فعلت.

بعض الأفكار تغير حياتك، تقلبها رأساً على عقب، تجعلك تجلس إلى طاولة المطبخ في ساعة متأخرة من الليل، أمامك فنجان قهوة وسؤال كبير ستُمضي أياماً طويلة تعمل على تفكيك مجاهيله: كيف أمضيت كل هذا العمر بعيداً عن هذه الفكرة؟ دون أن ألتقي هذا الشخص؟ ودون أن أكتشف هذه العوالم الكامنة في أعماقي؟

بعض الأفكار بمجرد أن تصبح جزءاً من حياتنا، تغيّرنا، تلوّن عوالمنا بكل معنى الكلمة، تجعلنا نصحو أكثر خفة وبمزاج مُغاير، نرتدي ثيابنا بنفسية مختلفة عما كنا عليه، ننظر إلى ذواتنا بعاطفة أخرى، نقفز إلى أعمالنا ولقاءاتنا كأننا نتعرف إلى الحياة تواً.. إنه سحر الفكرة وقوتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنه سحر الفكرة وقوتها إنه سحر الفكرة وقوتها



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates