بقلم : عائشة سلطان
تداول البعض منذ مدة كتاباً يتحدث مؤلفه عن تجربة واقعية خاضها مع إدمان المخدرات، بكل ما يعنيه الإدمان من حالات السعادة "الزائفة" والانتشاء في البدايات، وصولاً للقلق والتوتر والمرض، والانهيارات النفسية التي قد تقود صاحبها للتفكير في الانتحار في نهاية المطاف، ما لم يحظَ بتلك اليد التي تنتشله في الوقت المناسب.
لقد قرأت قليلاً من ذلك الكتاب لكنني لم أتمكن من إكماله، في الحقيقة شعرت بشيء من الاختناق، وتساءلت كثيراً عن تلك الأمهات اللواتي واجهن كارثة إدمان أحد أبنائهن. كيف تلقين صدمة البداية وكيف تجاوزن الكارثة وأنقذنهم من المآلات التعسة التي كانت تنتظرهم؟
هل جرّب أحدنا ذلك الشعور الذي قد يجمّدك في مكانك حين تكتشف إحدى الحقائق الصادمة حول سلوكيات ابنك أو ابنتك؟ هل فكرت في تلك الأمهات والآباء كيف نزل عليهم الخبر؟ كيف استطاعوا تقبّله؟ كيف قضوا الأيام الأولى والنهارات التي تلي تلك الصدمة؟ والأهم هل تتبعت الطرق والمساعي الكثيرة التي تخبطوا فيها، ثم بكوا، وانهاروا وصرخوا طلباً للمساعدة وبحثاً عن مخارج؟
أفكر كثيراً هل هناك برامج ودورات أولية تقدم للأسر كنوع من الثقافة العامة والتأهيل المبدئي إذا حدث وواجهوا أزمةً كهذه؟ وهو أمر ليس بمستبعد في مجتمعات اليوم، هذه المجتمعات التي تمعن في إعلاء النزعة الفردية وقيم الخصوصية والتكتم عند الشباب، حتى أصبح مجرد السؤال الموجّه من قِبل الوالدين يحال مباشرة لمعنى التدخل غير المستساغ في شؤونهم الخاصة!
لدينا مئات المؤسسات والبرامج التي تقدم آلاف الدورات، وبعضها بلا أدنى قيمة أو فائدة، أليس مهماً تقديم دورات تربوية في مجالات الوقاية ومواجهة الأزمات في مثل هذه الحالات؟