كم تساوي حياتك

كم تساوي حياتك؟

كم تساوي حياتك؟

 صوت الإمارات -

كم تساوي حياتك

بقلم : عائشة سلطان

بكم يقدّر ثمن حياة أي واحد منا؟ ببساطة كم تساوي حياتك بالدولار أو اليورو؟

يبدو السؤال صادماً بعض الشيء، أن نحسب أعمارنا وحياتنا بالمال، لكن لا بأس، كل شيء في هذه الحياة يبدو مفاجئاً في المرة الأولى، ثم بالتدريج يصبح عادياً، حتى تلك المواقف المفاجئة التي تحدث لنا للمرة الأولى، وتتركنا ندور حول أنفسنا فاغري الأفواه، نضرب جباهنا بينما تدور عيوننا في كل الاتجاهات بحثاً عن أجوبة لا وجود لها، حتى هذا الموقف سيمر ويتكرر، وبالتالي سيفقد قوة صدمته الأولى!

إذا كنتم لا تزالون تجدون احتساب أو تقدير كلفة حياتكم مقابل المال أمراً صعباً، إذن فلنذهب إلى أحد خبراء التأمين على الحياة، أحد هؤلاء الخبراء لن يمانع في ذلك، فهذه وظيفته أولاً، وهو قد أمضى وقته كله في تقدير واحتساب قيمة حياة الآخرين، حتى وصل به الأمر كما «السيد أنطوان» إلى تقدير قيمة حياته، إن هذا الخبير لا يمانع أن يضع أمام زبائنه أوراقاً تقول إن ما بين 30 إلى 40 ألف يورو هي قيمة حياته إذا ما تحطمت به طائرة وكان بالغاً، أما إذا كان طفلاً فسيحصل الورثة على ما تقديره 20 إلى 25 ألف يورو!!

هذا الخبير يتذكر أنه وهو طفل عاش رعباً حقيقياً في تلك الأيام البعيدة من العام 1932، عندما تناولت محطات التلفزة الأميركية قضية اختطاف طفل رضيع عمره عشرون شهراً، طلب خاطفوه فدية لإعادته، كانت عباره عن 50 ألف دولار، يومها اعتبر هذا المبلغ ثروة ضخمة لن يتمكن أهل الطفل من دفعها، فساد الترقّب والرعب أنحاء البلاد ، إلا أن الفدية دفعت بينما وجد الطفل جثة متحللة، وقد ألقي القبض لاحقاً على المجرم، وأعدم صعقاً بالكهرباء!

يقول الخبير: كنت أعود من المدرسة إلى البيت مرتعباً أتلفت خلفي خوفاً من أن أختطف، وكنت أسأل أمي وأنا أندس بين ذراعيها: هل كنتما أنتِ وأبي ستدفعان أموالكما فدية لي فيما لو اختطفت؟ كانت تطمئنني بأنها مستعدة لتدفع حياتها لأجلي.. لكنني، يقول، لم أختطف ولم يدفع أحد أمواله لقاء حياتي، ولم أتأكد بعد أن حياتي تساوي كل الأموال التي يمتلكها أحدهم!!

هذه القضية بقدر ما هي صادمة، إلا أنها تضعنا في وسط المنطقة الأكثر حناناً وحميمية: أين نحن في حياة الآخرين؟ وإلى أي درجة يمثل يقيننا بمدى تقدير حياتنا لدى الآخرين معنى واضحاً للسعادة الحقيقية!!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم تساوي حياتك كم تساوي حياتك



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates