هل نحن أحرار فعلاً

هل نحن أحرار فعلاً؟

هل نحن أحرار فعلاً؟

 صوت الإمارات -

هل نحن أحرار فعلاً

بقلم : عائشة سلطان

طرحت السنوات القليلة الماضية على الأجيال الشابة العديد من الأسئلة الوجودية الكبرى حول الدين والحرية والعلاقة بالخالق وبالوطن وبالعائلة، وحول الحدود الفاصلة بين الأنانية المطلقة والأنانية المقنّنة والتفكير في حقوق الآخرين، إن سؤالاً من نوع: ما المشكلة في أن يكون الإنسان أنانياً في حياته، يقوم بعمل كل ما يحبه ويحقق له السعادة حتى في ظل رفض المجتمع لذلك؟ لماذا عليه إذا اختار سعادته الفردية، أن يحمل همّ رضا الآخرين، المجتمع أو العائلة أو الأصحاب أو...

إنه سؤال كبير له علاقة بالمرحلة العمرية القلقة التي يمر بها الشباب وبطبيعة التقلبات السياسية الكبرى التي تعصف بالعالم، وإن شخصاً في الخامسة والعشرين من عمره من الطبيعي أن يطرح سؤالاً بهذه الجدية، خاصة إذا كان على درجة من الثقافة والوعي المتقدم!

أليست السعادة غاية وهدفاً كبيراً لكل حركة وبحث وجهود الإنسان على الأرض منذ فجر الخليقة؟ هذا السؤال طرحته عليّ شابة في مقتل العمر ملحة عليّ في طلب الإجابة!

الأنانية التي قد تحقق السعادة للبعض، مع أن الأنانية ليست أمراً سيئاً على الدوام، فهي غريزة إنسانية دفعت البشرية على مر الزمن للحفاظ على نفسها وللتطور، كما ولدت مذاهب وفلسفات دافعت عن هذا المبدأ، فالأنانية ركيزة أساسية لمذهب الحرية وحقوق الإنسان والنزعة الفردية في الحضارة الغربية.

وعلينا ألا ننفّر الناس من شعورهم بتقدير سعادتهم وإعلاء مصالحهم في حدودها المقبولة، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن طرح قضايا كهذه لها علاقة كبيرة بدرجة رشد المجتمع وتطوره السياسي ونوعية الأفكار والتوجهات والحريات المكفولة وفق العقد الاجتماعي!

هناك مسألتان تحددان درجة الحرية وحدودها المتاحة لنا ومدى إيماننا بها: الأولى هل لنا الحق في أن نعمل ما نريد لإسعاد أنفسنا بعيداً عن رضا الجماعة (الأسرة/‏ الأصدقاء/‏ الشلة/‏ المجتمع..) أم لا؟ وتتعلق الثانية بقدرتنا ووعينا على تحمل نتائج الأخذ بهذه الحرية؟ فهل نعي معنى ونتائج أن نحقق سعادتنا حتى إن ضربنا بالآخرين عرض الحائط؟ وهل نقدر على تحمل تبعات ذلك؟

فالخيارات التي نقدِم عليها قد تنعكس سلباً علينا حين لا نعي حجم ومدى خطورة خياراتنا، مقدمين السعادة والمتعة الآنية على كل ما عداها!

ومن يخترْ فعليهِ أن يتحمل نتائج خياراته!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحن أحرار فعلاً هل نحن أحرار فعلاً



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates