بقلم - عائشة سلطان
قديماً علّمونا أن مَن لا يشكر الناس لا يعرف كيف يشكر الله على نعمه، وأن مِن شيم أهل الفضل والعلم الاعتراف بفضل الآخرين، وعلمونا أن الحياة لا تمر بالوجه دائماً، وأن العاقل من اتعظ، والحكيم من بذل حياته لأمته وللآخرين، وأن الأنانية لا تولّد سوى الغطرسة والفراغ، وأن العلم والحكمة هما ما تحتاجهما البشرية دوماً لتنهض وتتقدم لتكون في أحسن حال.
علمونا أشياء وقيماً كثيرة، ما زالت باقية في داخلنا، وما نزال نتمثلها ونفرح حين نجدها تتمثل أمامنا في سلوك الآخرين، ذلك أن أحوج ما نحتاجه في أيامنا هذه هو أن نُعلي ونفعّل دور القيم في حياتنا، مهما حاول كثيرون أن يقنعونا بأن الزمن قد تجاوز حكاية القيم، وأن الحياة أصبحت محكومة بالماديات والمصالح والمجاملات والتفاهات، ومعادلات السوق وإكراهات الواقع الصعب.
علينا دائماً أن نترك مكاناً لا بأس به لتفاصيل أخرى ذات قيم إنسانية نحتاجها جميعاً، كباراً وشباباً وصغاراً، نساءً ورجالاً، فجميعنا في كل مكان، من جميع الجنسيات والأديان وبقاع الأرض، نعود في نهاية اليوم إلى ارتداء جلدنا الحقيقي، ننزع الأقنعة قبل أن ننام، وتبدل جلودنا المصبوغة ونلقي بالقفازات جانباً، نعود لبساطتنا وأسمائنا الصغيرة بدون ألقاب ووظائف ومراكز وقوة.
استوقفتني كلمات الفنانة ماجدة الرومي وهي تقدم تحيتها بحساسية وإنسانية عالية جداً، كانت كلماتها ترتعش صدقاً بين شفتيها، شارفت البكاء ولكنها مسّت القلب، ووصلت إلى حيث يجب أن تصل، كانت كل كلمة قيلت في فضل ودور الشيخ محمد بن راشد الرائد والنبيل في احتضان ورعاية شباب العرب، في مكانها الصحيح، تماماً كما كل كلمة قيلت في الإمارات ودبي أرض الأمان والمستقبل وبيت العرب جميعاً.
هذا التقدير وهذا الشكر والاعتراف هو قيمة عالية تعلمناها ونقدرها، ونفرح حين نجدها ترتفع أمامنا رافعة منظومة قيم نبيلة كثيرة معها. فنحن نخسر كثيراً من إنسانيتنا حين نتخلى عن هذه القيم وحين لا نقدرها أو لا نوليها حقها من الاحترام والتقدير