الاعتذارات المتأخرة

الاعتذارات المتأخرة!

الاعتذارات المتأخرة!

 صوت الإمارات -

الاعتذارات المتأخرة

بقلم : عائشة سلطان

في الحياة مواقف وسلوكيات مختلفة تتحول بمرور الزمن إلى ثقافة فردية واجتماعية يتفق الجميع عليها، إما باعتبارها سلوكاً واجباً أو عكس ذلك، والاعتذار إحدى هذه السلوكيات التي تعبّر عن قوة صاحبها ونضجه ورجاحة عقله، كما تدل من جانب آخر على تسامح الآخر الذي يتقبل الاعتذار أو المصالحة، ومع الأسف فإن أمماً وعلاقات كان بإمكانها أن تعبر مآزق ولحظات تاريخية عصيبة فقط لو أنها تقبلت الاعتذار وذهبت للمصالحة، شريطة أن يأتي الاعتذار في وقته المناسب!

فأن تعتذر ولو متأخراً خير من ألّا تعتذر أبداً، شريطة ألّا تعود لارتكاب حماقاتك ذاتها، وألا تلجأ كمحاولة لتغطية أخطائك إلى تلك الحكمة التي تقول: «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً»، ظناً منك أنها قانون ملزم يُفترض بسامعه أن يذعن له، فقط لأن الفرنسيين نادوا به!

قد يصح أن تأتي متأخراً لحفل شاي أو عقد قران ابن صديقك أو إلى مقر عملك؛ فذلك خير بلا شك من ألّا تأتي أبداً، لكن في كثير من المواقف إذا تأخرت عليك ألّا تحاول الحضور أبداً، لأن حضورك قد يزيد الأمور سوءاً، فإما أن تعتذر وإما لا، فبعض الاعتذارات كعدمها، لا تشبه سوى وردة باهتة في ياقة بدلة أنيقة، الأعذار الأنيقة أحياناً تكون مثل البروتوكولات، «لزوم ما لا يلزم»!

لا تحاول أن تأتي بعد فوات الأوان لتعطي رأيك وأوامرك في مسألة تم حسمها في غيابك، سواء كنت أباً متخلّياً عن واجبات أبوتك، أو صديقاً متبرئاً من التزامات الصداقة، أو حبيباً متعلقاً بأوهامه أكثر من أي شيء آخر، عليك أن تقتنع بأنك لم تأتِ في الوقت المحدد، ولذلك فقد حُسمت الأمور وترتبت الحياة في ظل عدم وجودك، صحيح أنها حُسمت على غير ما تهوى، لكنْ لكل شيء ثمن، فلا تأتِ ولا تحاول أن تعيد الزمن إلى الوراء، فالزمن لا يذهب إلا إلى الأمام، هذا أحد أكثر نواميس الكون ثباتاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتذارات المتأخرة الاعتذارات المتأخرة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates