بقلم _ عائشة سلطان
أن تكون بصحبة عدد من الفنانين، أو أن تحضر لهم أو معهم نشاطاً فنياً له صلة بالتشكيل أو التصوير أو الرسم، أو أياً من الصناعات الإبداعية الفنية الأخرى المشابهة، فذلك أمر له علاقة بالاهتمامات الشخصية، ذلك أن الاهتمام بهذه النوعية، لم يتحول إلى اهتمام جماهيري عام، كاهتمامنا بالكتب والقراءة والسينما مثلاً، وفي ظني أن الأمر له علاقة بتطور الاهتمامات الثقافية في المجتمع، وهو تطور يتنامى بشكل حثيث وواضح في مجتمع الإمارات، وهو، وإن بدا بطيئاً، إلا أنه مشجع جداً، ويبشر بالكثير!
«مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان»، وبالتعاون مع كلية «رود آيلاند» للتصميم، واحدة من الروافع المهمة التي تدفع باتجاه أن يكون الفن التشكيلي واحداً من اهتماماتنا العامة، عن طريق تشجيع الفنانين الناشئين من الفنانين الواعدين في الإمارات، عبر برنامج تعليم وتطوير فني مكثف، على مدى 10 أشهر، يكمل هؤلاء الفنانون دراستهم في أرقى الجامعات الغربية، هؤلاء ومن سبقهم من الفنانين، يعملون بشكل حثيث، لتغيير الخريطة الذهنية الاجتماعية، في ما يخص الفن والاهتمام به!
مساء أمس، جلست أنصت باهتمام شديد، لمجموعة من التشكيليين الإماراتيين، يعملون تحت سقف واحد، فضاؤه اللون واللوحة والمنحوتة، وفيلم الفيديو والصورة الفوتوغرافية، وعنوانه «بيت 15»، شباب لا ينتجون أعمالهم من فراغ، أو بمعزل عن سياقات وأفكار واهتمامات مجتمعهم المحلي، وانتمائهم الإنساني العام، كانوا يتحدثون عن الانتماء والحنين والأحلام والأصالة والتطور، لقد كانت هناك اتكاءات عميقة، أفكار فلسفية غاية في الاتساع والعمق، ما يعني أنهم شباب مطلع وقارئ بشكل جيد، وهم كذلك منتمون للحركة الفنية في مجتمعهم، ويقرون بأنهم امتداد لهذه الحركة، ولأولئك الأساتذة من الفنانين من جيل المؤسسين.
الحقيقة التي لا بد من الإقرار بها، هي أن كل منتَج ثقافي يخلو من الفكرة الفلسفية والعمق الإنساني، هو منتَج لا يُعوَّل عليه، ولا يتوقف أحد عنده، ولا يؤثر في تطور المجتمع.