بقلم - عائشة سلطان
«عشر نساء».. رواية مؤثرة وحزينة، عن عشر نساء مقهورات كل بطريقتها، ذلك القهر والظلم الذي دفعهن لتقبله في النهاية ومن ثم دخلن في الصمت اعتقاداً منهن أن الصمت ومرور الزمن سيقودهن حتماً للنسيان، لكن الحقيقة تقول إن الجرح الذي لا يعالج جيداً يتحول إلى جزء مسموم يمكن أن يسمم الجسد كاملاً، تماماً كالصمت أو القبول بالإهانة أو الظلم، حيث يسمم شعورنا بالقهر حياتنا وأرواحنا ويجعلنا أشخاصاً منكسرين أمام ذواتنا والآخرين!
إنها حكاية عشر سيدات يعترفن أمام معالجة نفسية (التي تعيش بدورها معاناتها الخاصة)، بكل ما أجبرن على إخفائه في ذاكرتهن وقلوبهن، وفي تفاصيل الجسد، عشر نساء، ينتمين لثقافات وبلدان مختلفة، تسرد كل واحدة منهن حكايتها أمام الأخريات بقناعة تامة أن جراح نفوسهن العميقة، لن تشفى ما لم يكسرن أقفال الصمت، ويفتحن أدراج الداخل دون خوف أو خجل، لأن فكرة الأنوثة الكاملة المرتبطة بالصمت وعدم البوح أو الشكوى أو الاعتراف هي محض أكذوبة، وهي فكرة مشوهة لأنوثة مليئة بالتشوهات، حيث يقود الصمت إلى الكذب والإدمان والخوف وغير ذلك من الانحرافات.
الروائية مارسيلا سيرانو، تقدم لكل النساء دعوة للتحرر من الشكوك، والوحدة والشعور بعدم الأمان وعدم الثقة بالنفس، وذلك بالقفز من عالم الصمت إلى فضاء الكلام وكسر الصمت للتخلص من الخوف، هذا ما فعلته نساء سيرانو عندما تحدثت كل واحدة منهن عما مرت به وعما تعرضت له، وعما جعلهن كاذبات ومدمنات وخائفات بل وساخطات ومتذمرات وغير واثقات في كل شيء، الكلام كان بوابة الخلاص لولوج عالم أكثر خفة وأقل عبئاً!.