لا تبحث عن مبرر آمن بنفسك

لا تبحث عن مبرر.. آمن بنفسك

لا تبحث عن مبرر.. آمن بنفسك

 صوت الإمارات -

لا تبحث عن مبرر آمن بنفسك

بقلم : عائشة سلطان

إن البحث عن شماعة نعلّق عليها تراخينا وفشلنا وانحرافاتنا، ثم نخرج إلى الشارع بضمير مرتاح، صار أمراً منتشراً بين الكثيرين وفي متناول اليد، في ظل موجة أفلام الجريمة.

والعنف والحروب التي تبرر كل شيء للإنسان بحجة الفقر والحاجة وتدني مستوى التعليم، والطموح الزائد، وصراعات بيئة العمل، حتى صار إيجاد المبرر أسهل من شراء زجاجة مشروبات غازية، طالما قرر الإنسان اختيار أسهل وأقصر الطرق للوصول، متخلياً عن إحساسه بالمسؤولية، وعدم وقوفه بشكل جدي مع إنسانيته، وسيجد دائماً من يعزز موقفه ويقول له: «ليس المهم أن تبحث في الوسيلة التي توصلك، انظر إلى الهدف الذي ستصل إليه، وباختصار فالغاية تبرر الوسيلة!».

هناك الكثير من علماء السلوك المعاصرين، والنظريات السلوكية الغربية، والكتب وروايات الخيال، وصنّاع الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، يقدمون هذه المبررات من خلال ما يقدمونه بشكل يومي للجماهير، وكأنه تسويق مفضوح للجريمة والانحراف والتوحش والفساد!

استمعت ذات يوم للإعلامية الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري وهي تروي قصة حياة فتاة بائسة من أصول إفريقية في مجتمع عنصري لم يقصر في القسوة عليها، وإهانتها والاعتداء عليها وإهدار إنسانيتها، تستمع لهذه المرأة التي تحولت لأيقونة إعلامية في أيامنا هذه، فتتوقع أن يؤول مصيرها نزيلة أحد الملاجئ، أو سجينة بتهم ليس أقلها تعاطي المخدرات أو ارتكاب أفعال مخالفة للقانون، وسيكون هناك ألف عذر ومبرر!

لكن النهاية مختلفة وعلى النقيض من النظرية السائدة، فنهاية هذه الفتاة أنها تربعت على عرش الإعلام وفي مجال البرامج الحوارية تحديداً، بل أصبحت صاحبة أعلى أجر بين الإعلاميين في العالم، حتى وصل الأمر أن تتناول طعامها مع الرئيس الأميركي، ويصل متابعوها إلى ملايين الناس حول العالم، فتؤسس مشاريع خيرية ومدارس لمصلحة الفتيات في إفريقيا مثلاً!

لماذا لم تنته أوبرا وينفري كفتاة ليل مثلاً أو تاجرة مخدرات أو عاملة في مصنع؟ لأن لديها أفكاراً كثيرة منذ الصغر آمنت بها، وآمنت بأنها تستطيع أن تقنع الناس بها، وأن تبيعها بالسعر الذي تحدده، فباعتها وجنت منها ملايين الدولارات، تبنّت قضايا الناس، حملتها عبر المجلات والمواقع والجمعيات الخيرية، أوصلت أصوات الملايين لملايين آخرين، باختصار فإن الإيمان بفكرتك وحلمك يضعك على أول الطريق، ثم يأتي المال لاحقاً كنتيجة حتمية.

الأشخاص العاديون يعتقدون بأنه يتوجب عليهم القيام بشيء كبير ليصبحوا أغنياء، أما أوبرا وستيف جوبز وكثيرون غيرهم في الشرق فقد آمنوا بأنفسهم وتوقفوا عن البحث عن المبررات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تبحث عن مبرر آمن بنفسك لا تبحث عن مبرر آمن بنفسك



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates