حين تصحو وكأنك لست أنت

حين تصحو وكأنك لست أنت!

حين تصحو وكأنك لست أنت!

 صوت الإمارات -

حين تصحو وكأنك لست أنت

بقلم : عائشة سلطان

في واحدة من الروايات ذات النفس الإنساني العميق يتوغل الكاتب الفرنسي غريغوار دو لاكور، عبر روايته «لائحة رغباتي»، في أعماق إنسان اليوم المتأرجح بين ضغوطات الاحتياجات اليومية والرغبات الشخصية، ليرسم تفاصيل حياة امرأة تعاني الكثير في حياتها، وفي حين تعمل في مشغل خياطة إلا أن احتياجاتها على بساطتها كانت مؤجلة دائماً، وذات يوم تقرر شراء بطاقة يانصيب ليتحقق المستحيل.. الجائزة التي قدرت بأكثر من 18 مليون يورو، هكذا ومن دون مقدمات!

جوسلين بطلة هذه الرواية تذكرنا بهؤلاء الذين تتغير حياتهم من النقيض إلى النقيض، لقد كانت مجرد خياطة مليئة بالوساوس والمخاوف، لديها مدونة على الشبكة تسجل فيها آراءها ببعض الأمور، فتحظى بالإعجاب ومتابعة آلاف الناس الذين أصبحوا يتودّدون إليها ويستشيرونها، آمنت بأن الكتابة ليست أمراً تنفيسياً فقط وإنما أقرب لجسر بينها وبين الناس، جسَّرت المدونة ذلك البؤس والإحساس بالحرمان وجعلتها محط اهتمام الناس ينقلون إليها همومهم بينما تنقل لهم واقعها، كانت صوتهم وكانوا مرآتها، فارتاحت لذلك، إلى أن اجتاحتها الملايين فقلبت حياتها!

جوسلين الزوجة القانعة ذات السبعة والأربعين عاماً، فقدت سلامها الداخلي، ثم فقدت زوجها، ثم ثقتها بمن حولها، حين سُرق شيك الجائزة الذي لم تخبر عنه أحداً خوفاً من فقدان من حولها ربما، لكن ماذا عن كل هؤلاء الذين تتغير حياتهم بشكل مفاجئ لسبب أو لآخر، كما يحدث في الروايات أو أفلام السينما أو كما يحدث في بعض قصص الواقع التي قد تفوق الخيال، كيف يمكن لهؤلاء أن يستوعبوا لحظة أو صدمة التغيير، سواء للأفضل أو للأسوأ؟

كيف استوعبت تلك الفتاة من عامة الشعب أنها ستصبح ملكة البلاد لمجرد أن مصادفة سعيدة وضعتها في طريق أمير وقع في غرامها؟ وكيف نتخيل أن ينام إنسان بسيط أو فقير أو قد يكون معدماً تماماً، كان يحلم بأكثر الأشياء توافراً عند معظمنا، لكنه لا يجدها بسبب ظرفه المادي أو الاجتماعي مثلاً، فينام معدماً ليصحو وقد تحققت كل أحلامه وأصبح غير الذي كان، بسبب ورقة يانصيب، أو بسبب لقاء مع شخص مهم غيّر حياته؟ وسواء أكان القدر أم المصادفة أم مفارقات الحياة، فالمهم هو أن يمتلك الإنسان تلك الحصانة التي تعينه على البقاء متماسكاً!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تصحو وكأنك لست أنت حين تصحو وكأنك لست أنت



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مشجعو "الوصل" و"الوحدة" يتنافسان على لقب "أفضل جمهور"

GMT 13:01 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ساسولو يقفز لوصافة الدوري الإيطالي بعد تخطّي نابولي

GMT 04:18 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

"هاني عازر" ثالث سفراء الدورة الـ51 لمعرض الكتاب

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:35 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة سائح أميركي بعد تعرضه لهجوم من سمكة قرش

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

انطلاق معرض في الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان

GMT 11:08 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

1.4 مليار ريال تكلفة مشروع إسكان الموظفين في مكة

GMT 07:27 2013 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل سبعة مطاعم في دبي

GMT 16:09 2013 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

باحثون ينجحون بتحويل موجات الميكرويف إلى طاقة كهربائية

GMT 08:41 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

عماد فؤاد يشارك بـ"الحالة صفر" في "القاهرة للكتاب"

GMT 07:20 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

"فيسبوك" يغلق صفحة الوكالة العربية السورية للأنباء

GMT 05:18 2013 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

"سوني" تطرح جهاز لابتوب جديد بشاشة لمس

GMT 21:04 2013 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم يقدم وجباته وسط الأكفان والأموات

GMT 04:07 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

280 ألف زائر شاهدوا ثماني معارض فنية للفنان ماتيس في مدينة نيس

GMT 18:05 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"تيد بيكر" تعتمد تصاميمًا محتشمة في فساتين السهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates