فرصة ثانية لحياة أخرى

فرصة ثانية لحياة أخرى!

فرصة ثانية لحياة أخرى!

 صوت الإمارات -

فرصة ثانية لحياة أخرى

بقلم : عائشة سلطان

في الفضاء الخارجي الواسع للمقهى الذي يتوسط حياً راقياً وهادئاً من أحياء مدينة ميونخ الألمانية، عادةً ما يكون جارك على الطاولة القريبة رجلاً أو سيدة طاعنة في السن، أو قد تتشارك مجموعة من السيدات أو الرجال كبار السن تلك الطاولة، ستلاحظ دائماً أنهم يحضرون للمقهى في وقت واحد، يرتدون أجمل ثيابهن التي تعود لطراز سنوات بعيدة مضت، دون أن تنسى النساء الاهتمام بزينتهن وتصفيف شعرهن، فهذه الجلسات التي تجمع الصديقات أو الأصدقاء القدامى تحظى باهتمامهم وسط حالة الوحدة التي تحيط بمعظمهم أو معظمهن.

هؤلاء السيدات اللواتي يجلسن باسترخاء تام، يثرثرن طوال الوقت دون توقف، ويحتسين قهوتهن بتمهل يُحسدن عليه، يحاولن التشبث بما بقي من مرح الأيام وبهجة الوقت، يعوضن تلك الأيام التي مضت وهن يلهثن -ككل الناس - للحاق بمواعيد العمل ومواعيد القطارات، لم يكن لديهن متسع لاحتساء فنجان قهوة بتمهل، فالحياة كانت تجري وكن يركضن للحاق بها، وحين توقف السباق وخرجن من المضمار وجدن أن لا شيء أكثر متعة من الجلوس في ظل الوقت البطيء مع صحبة لطيفة.

تمسُّك الكبار بمنازلهم وأحيائهم القديمة وصداقاتهم يعبر عن ندم عميق في دواخلهم، ندم على كل ما فات، على كل ما لن يعيشوه كما يجب أو كما كانوا يتمنون، إن الاعتراف بالندم ليس خطراً على الصحة وليس عيباً وليس تهمة، إنه شجاعة حقيقية وفرصة للتخفف من الأعباء الزائدة.

لقد حاولت مجموعة من العلماء أن تُجري اختباراً ما على كبار السن فيما يخص الأمور التي ندموا عليها في حياتهم، فكانت المفاجأة أن أغلبهم أجاب بأنهم ندموا لأنهم عاشوا كما أراد غيرهم أن يعيشوا وليس كما أرادوا هم، وأنه لو عاد بهم الزمن إلى الوراء ووقفوا عند تلك اللحظات الحاسمة التي توجب عليهم اختيار دراستهم أو عملهم أو إقامتهم وأفكارهم، فربما تكون خياراتهم مختلفة تماماً. هل يمكن أن يكون ذلك صحيحاً؟ هل يمكن أن يختار الإنسان مصيراً مختلفاً عما عاشه في الحياة الأولى؟

ما الذي يمكن أن يجعله يختار خيارات مغايرة؟ الندم، العلم بنتائج خياراته؟ أعتقد بأن لا شيء سيختلف، طالما أن الإنسان نفسه سيكون في المكان نفسه، وفي الظروف نفسها، وتحت وطأة المواجهات والضغوط عينها، يتمنى الإنسان ذلك حين يدركه الوقت، نعم يتمنى، لكن لا شيء آخر يمكن أن يتغير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة ثانية لحياة أخرى فرصة ثانية لحياة أخرى



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates