في الفقد والخسارات

في الفقد والخسارات !!

في الفقد والخسارات !!

 صوت الإمارات -

في الفقد والخسارات

بقلم : عائشة سلطان

الخسارات التي نُمنى بها في الحياة كثيرة جداً، وكأننا خلقنا للنوى، لنَفقِد، أو لنكون شخصاً مفقوداً بالنسبة لآخرين، مع ذلك يبدو الفقد موضوعاً صعباً حين نتحدث فيه أو نكتب عنه هكذا ببساطة مقالاً أو عموداً في صحيفة يومية يطالعها كل الناس، لكن مهلاً، ألا يتعرض كل هؤلاء الناس الذين يطالعون هذه الصحيفة، ويخرجون كل صباح لأعمالهم يملؤهم الأمل بيوم أجمل وحياة أكثر سلاماً وأقل ألماً، ألا يتعرضون للفقد دائماً، ونحن ألسنا عرضة له على مدار خط الحياة؟

نفقد أحبتنا، جيراننا، أصدقاء طفولتنا، أبناءنا، آباءنا وأمهاتنا، وظائفنا، البعض يفقدون أوطانهم وسلام حياتهم، وأحلامهم وأعماراً عاشوا يرتبونها يوماً بيوم ليقضوها في مكان بعينه، وبطريقة اجتهدوا لتكون مليئة بالسلام والراحة، فإذا الرياح تجري بأعمارهم على غير ما تشتهي أنفسهم، وإذا الأحباب كلٌ في طريق!

نحن كائنات تتدرب على مواجهة الفقد كما تتدرب على فهم الواقع، لتتعلم معنى الحياة، وعظمة النِعم التي تمنح لها، نحن نفقد بمضي الوقت، ونكبر بتوالي الخسارات، ونصير أكثر سلاماً بعبور البشر وأكثر صمتاً بمرور العمر.

ليس للفقد وجه ذكوري، وليس للفقد ملامح واحدة، إنه يرتدي أقنعة مختلفة ليفاجئنا في الزوايا ومن حيث لا نتوقع، فنفقد بالموت وبالمرض وبالفراق، وبالخسائر، وبالخيانات، وبالقضاء والقدر، على أسفلت الشوارع، وفي غرف العمليات، وفي الغرف الباردة، نحن نفقد لنتدرب على فجيعة النهايات وعلى صعوبات الحياة.

يبدو أن موضوع الفقد والموت والأسى من الموضوعات التي لشدة تغلغلها في الثقافة الشرقية تحولت إلى ندبة غائرة نداويها بالشعر والأقوال الحكيمة، أما إليزابيث كوبلر (الطبيبة النفسية الشهيرة) فاكتسبت شهرتها من تخصصها النادر في دراسات الموت والخسارة، الفقدان والحزن والحداد، منذ استطاعت أن تلعب دوراً عظيماً في إسعاف المصابين في الحرب العالمية الثانية فاستمعت لشكاواهم وأنينهم ويأسهم أمام الخسارات التي واجهوها!

من أجمل ما قرأته لها في كتابها (في الموت والأسى) الذي صدر 1969 ووضعت فيه القواعد الخمس للحزن بعد وفاة شخص عزيز قولها: «سوف تفجع دائماً وأبداً، لن تتجاوز موت حبيب، لكنك سوف تتعلم أن تتعايش مع الخسارة، سوف تشفى وتبني نفسك من جديد حول محور الرحيل الذي عانيته، سوف تكتمل مجدداً، ولكنك لن تعود مثل السابق، لن تعود أنت ولا يجب أن تتمنى ذلك، تعلم أن تتواصل مع الصمت في داخلك، واعلم أن لكل شيء في الحياة غاية، كل الأحداث نِعم قدمت إلينا لنتعلم منها».

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الفقد والخسارات في الفقد والخسارات



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates