بقلم - عائشة سلطان
في عام 1999، منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم توجيهاته بتأسيس نادي دبي للصحافة، وقد كان لذلك قصة رواها الشيخ محمد أكثر من مرة، وفي كل مرة أستمع إليها أتأكد من أن القيادة ليست مجرد وضع استراتيجيات وخطط للتنمية والتطور، أو استجابة للتحديات بمرونة وانفتاح، ولكنها استشراف المستقبل والتعامل معه بذهنية استباقية، فحين يفضل الآخرون الوقوف واتخاذ وضعية الحذر يتقدم القائد خطوات للأمام!
هذا على وجه الدقة ما تفعله دبي في كل مسيرتها، إنها تبحث دائماً عن أراضٍ جديدة، ومشاريع مختلفة، فقد قررت منذ البدء ألا تكون نسخة عن مدنٍ أخرى، بل تكون نفسها، لا تشبه أحداً، ولكنها لا تمانع أن يسعى الجميع للإفادة من تجربتها، وهذه طريقة الواثقين بأنفسهم ومنجزاتهم ونجاحاتهم، إنهم لا يخافون المنافسة، ولا يحتكرون النجاح، لكنهم حتماً يحاربون الفشل في سبيل الريادة.
من نماذج الريادة المستحقة اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي من قِبل مجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة، وهو اختيار وافق هدفه، فكل ما قدمته دبي للإعلام العربي تحديداً يجدر به أن يكون محل تقدير وتثمين عاليين، بعد أن تصدرت المشهد الإعلامي طوال عشرين عاماً من الجهد المتواصل، أسست دبي خلالها بنية تحتية متفوقة، واستقطبت أكبر الأسماء الإعلامية العالمية، كما وفرت خطوط اتصالات قوية وشبكة مواصلات متقدمة، إضافة إلى هياكل قانونية مفعلة وصارمة.
وعلى مدار العام لا تخفت جهود شبابها، فهم ينتهون من مؤتمر ليجهزوا لمنتدى، وما إن يُسدل الستار على هذا حتى تكون ورش العمل تطنّ كخلايا النحل، تجهز لمهرجان هنا واجتماع أو جائزة هناك.ثم، وبكامل الأناقة والجاهزية، تأتي دبي بالجميع ليلتقوا على أرضها، ليتناقشوا ويثيروا القضايا الأكثر حساسية، وليحتفوا كما يجب للإعلام والصحافة والصحافيين أن يفعلوا.. فكيف لا تكون دبي بعد هذا كله عاصمة الإعلام العربي؟