عندما عرفتُ «تويتر »

عندما عرفتُ «تويتر »

عندما عرفتُ «تويتر »

 صوت الإمارات -

عندما عرفتُ «تويتر »

بقلم _ عائشة سلطان

كلما تصفحت هذا العالم المخيف المسمى بالعالم الافتراضي، ومشيت بحذر شديد بين ممراته الشبيهة بالثقوب السوداء، تذكرت تلك السذاجة التي تلبّستني منذ أكثر من ثمانية أعوام، يومها كنت أوشك على الانتهاء من دراسة الماجستير متخصصة في علوم الاتصال تحديداً، وكان «تويتر» يُذكر في المحاضرات كثيراً.

يومها كنا حديثي عهد بـ«تويتر»، وكان «تويتر» لا يزال حكراً على مستخدمي اللغة الإنجليزية، حتى تم تعريبه، فهجمنا عليه كمن وجد بوابة الخروج إلى الحرية التي ظل طوال عمره يبحث عنها ويحلم بأن يعثر عليها، يومها اتفقنا أنا ومجموعة من الزميلات على الإفادة من هذه المنصة العبقرية، بتحويلها إلى صالون قراءة أدبي مفتوح على الهواء مباشرة، وقد بدأنا بالفعل مناقشة جماعية لرواية السعودي أحمد بو دهمان «الحزام»، ثم بشكل مفاجئ جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.

تحول «تويتر» سريعاً جداً من منصة تواصل اجتماعي، كما في كل الدنيا، إلى ساحات لتبادل الشتائم والتهم والهجوم والهجوم المضاد، وأصبح تصنيفك هواية من أجل تصفيتك اجتماعياً وأمام الرأي العام على حد تعبير محمد المرزوقي ، وأصبح تحليل ما تكتب مهمة كثيرين موجودين دائماً بهويات تعريف غريبة، فأنت لا تعرف من يختبئ وراء صورة العلم أو الشجرة أو الوردة.

وأصبح «تويتر» مهماً جداً، حتى باتت بعض مراكز الأبحاث وكثير من الدارسين والإعلاميين ودارسي سلوك الجماهير (في دول الخليج حسب متابعتي) يُخضعون كثيراً من الحسابات النشطة للملاحظة والتحليل والمتابعة الدقيقة عند الرغبة في معرفة الاتجاهات الفكرية والسياسية والدينية في المجتمع.

كذلك صاروا يرصدون رأي وردّات الفعل بين شرائح المجتمع، وتحديداً الشباب والتيارات المحافظة، تجاه التغيرات التي طرأت على بعض مجتمعات الخليج في السنوات الأخيرة، مثل سياسات التسامح وثقافة قبول الآخر، ومراجعة الخطاب الديني المتشدد في دولة الإمارات، والتغيرات التي أحدثتها المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بحقوق المرأة، والموقف من الجماعات والتيارات المتشددة وغيرها.

إن هذا يستدعي قراءة «تويتر» ودراسته والتعاطي معه بشكل أكثر جدية مما نفعل اليوم، وإن اقتضى الأمر إنشاء مراكز أبحاث لدراسات متخصصة لدراسة سلوك وثقافة الجماهير بالعودة لـ«تويتر» وبقية مواقع التواصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما عرفتُ «تويتر » عندما عرفتُ «تويتر »



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates