اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين

اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!

اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!

 صوت الإمارات -

اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين

بقلم : عائشة سلطان

جلست أتناول غدائي في واحد من مطاعم الشطائر السريعة، أعددت قهوتي وحملت وجبتي لأقرب طاولة شاغرة، كانت طاولة من تلك التي يتشارك الجلوس عليها أكثر من عشرة أشخاص متقابلين، بالقرب مني جلست سيدة وصديقتها، وغير بعيد جلس رجل مع كلبه الضخم، بعد لحظات شاركتني عائلة عربية تلك الطاولة الكبيرة، كانوا أكثر من سبعة أشخاص، بدأ حديثهم بشبكات وبطاقات الهاتف، والشركات الأفضل من غيرها في هذا المجال.

توافر الإنترنت والواي فاي قضية محورية ومطلب حيوي لكل الناس في هذا الزمان، قلت لنفسي: لن أنتقد أي شيء، فأنا لم أهدأ حتى حضرت لنفس المحل الذي أشتري منه بطاقة الهاتف كلما جئت إلى ميونخ، سأكتب مقالي في أي مكان وعلي أن أمتلك إنترنت في هاتفي، كما يجب أن أظل على تواصل مع أفراد أسرتي في المدينة وأصدقائي حول العالم، وفي أوروبا فإن خدمات الإنترنت تعتبر زهيدة جداً إن لم تكن مجانية في أماكن كثيرة!

أفراد العائلة العربية كانوا يعتمدون على التقاط الشبكات المجانية المنتشرة في كل مكان، لكنهم كانوا ينتقدون سلوك الشباب الصغار الذين يستخدمون الشبكات المدفوعة بشكل أهوج ودون تقنين، لم يلتفت أي من الشباب لتلك الملاحظة.

واستمرت أكبر السيدات في الحديث وكأنها تكلم نفسها، فعيون الجميع مغروسة في الهواتف، لم تترك شيئاً لم تعلق عليه: تلك المنطقة التي نصحوها بزيارتها لا تساوي ثمن المشوار، وتلك البحيرة شهرة على الفاضي، ومن لم يذهب لدوسلدورف فإنه لم ير ألمانيا، وما لم تمتلك خط إنترنت فأنت غائب عن الوعي! أضحكتني عبارتها الأخيرة!

السيدة وصديقتها كانتا الوحيدتين في المكان اللتين لم تستخدم أي منهما هاتفها أبداً، انشغلتا بحديث متواصل وكان صوتهما يعلو أحياناً بشكل لافت، لكن ذلك كان يوحي بحميمية واضحة وبعلاقة إنسانية تفاعلية بين شخصين عاقلين واعيين جاءا يتناولان طعامهما ويقضيان وقتاً طيباً مع بعضهما البعض دون أي وسيط تقني، الغريب أن نباح الكلب لم يتوقف في المقهى ما أدى لانزعاج الجميع.

وبدل أن يمسك الرجل (الأبله) بكلبه ويخرج معه، صرخ على السيدتين بأن صوتهما قد تسبب في خوف الكلب وتوتره، مطالباً إياهما بحركة واضحة أن يخفضا صوتيهما!

لم أتعجب، تجاوز الأمر حدود التعجب، تذكرت عبارة تنسب للعبقري آينشتاين (أخاف من ذلك اليوم الذي ستتجاوز التكنولوجيا قدرات الإنسان التواصلية، إذا حدث ذلك فإن العالم سيمتلئ بأجيال من البلهاء) لقد جاء اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين اليوم الذي كان يخشاه آينشتاين



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates