صورة سيلفي في مكان بعيد جدًا

صورة سيلفي في مكان بعيد جدًا

صورة سيلفي في مكان بعيد جدًا

 صوت الإمارات -

صورة سيلفي في مكان بعيد جدًا

بقلم : عائشة سلطان

 على متن العبارة السياحية التي تنقلك كسائح في جولة سياحية في مناطق البحيرات والأنهار، جلست مشدوهة أمام إعجاز الخالق وعبقرية الطبيعة بكل تلوناتها وتمثلاتها، النهر والبحيرة الرائقة شديدة الهدوء، الجبال الخضراء المنعكسة على صفحتها، المنازل الخشبية الملونة التي تطرز السهل والمنحدرات.

وتلك الشلالات التي كأنها عيون ماء تتفجر باتجاه الأسفل في سقوط خلاب لا يمكنك إلا أن تتسمر أمام الانحدار المخيف والصوت الهادر والبياض الخاطف للبصر. كانت اللوحة مكتملة تماماً، لا نقصان ولا خطأ ولا تجاوز، جمال يمجد خالقه على امتداد الوقت ومنذ آلاف السنين، «هالشتات» هذه القرية الصغيرة المنسية وجدت كمكان مأهول بالبشر في وسط جبال النمسا منذ أكثر من 500 عام تقريباً.

كل شيء فيها قديم، الساحة التي تتوسط البلدة، الكنيسة الحجرية اللوثرية ببرجها البسيط وجدرانها المبنية من الحجارة الضخمة وبوابتها الخشبية التي كتب على يافطة ضخمة مرفوعة على جدارها عبارة (500 عام من الإصلاح) بكل اللغات الحية ومنها العربية، المحال والمطاعم صغيرة وبسيطة ومتجاورة كغيرها في معظم بلدات وقرى الريف الأوروبي، تجلس على طاولة في مطعم فتسمع كل ما يتحدث به الجالسون على تلك الطاولة في المطعم المجاور أو المقابل، السياح يتحركون بمتعة واضحة، الأطفال يلتقطون الصور ويهمسون لأمهاتهم بأسرارهم الصغيرة، أمام عبقرية الطبيعة لا تملك سوى كلمة (سبحان الخالق).

لا تقدم هذه المطاعم شيئاً يستحق التذكر سوى الطعام الإيطالي، البيتزا وطبق البطاطا المقلية وربما سمك السالمون المشوي والمبهر بالفلفل الأسود وورق الغار، تظل رائحته تعبق في أنفك كرائحة الشواء تلك التي تقيم لها احتفالاً بين يوم وآخر في الجهة الخلفية من فناء بيتك في الإمارات.

كنت ألتقط صوراً ومقاطع فيديو بكاميرا الهاتف، مثل الجميع على تلك العبارة، وكنت الوحيدة التي أستخدم عصا السيلفي، فباستثنائي وأخوَيّ، كان معظم الموجودين أوروبيين، والأوروبيون لا يركضون مثلنا خلف آخر التقنيات لأكثر من سبب، لفت نظري طفل يجلس في الكرسي الذي أمامي مباشرة يهمس لأمه بسؤال، وكانت ترد عليه بحركات فهمت منها أنه كان يتساءل عن ماهية عصا السيلفي، أشرت لها بابتسامة بأن تعطيني هاتفها، شبكته بالسيلفي وأعددته لها كي تلتقط صوراً لها ولولديها، ثم التقطت صورة جماعية معهم، وسط ابتسامات الصبي وامتنان الوالدة، قلت لنفسي عندنا الولد في مثل سنه يمتلك من التكنولوجيا ما يسع محل لبيع الهواتف النقالة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة سيلفي في مكان بعيد جدًا صورة سيلفي في مكان بعيد جدًا



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates