على هذه الأرض كثير يستحق الحياة

على هذه الأرض كثير يستحق الحياة

على هذه الأرض كثير يستحق الحياة

 صوت الإمارات -

على هذه الأرض كثير يستحق الحياة

بقلم : عائشة سلطان

 حياة الإنسان قصيرة جداً مهما خيل لنا أنها طويلة بحساب السنين، فما عمرنا قياساً بعمر الحضارات الإنسانية والأرض وبدء الخليقة والكون المترامي الأطراف اللانهائي الامتداد والعمق والأسرار والغموض. حين نتتبع ذلك نشعر بكم العبث الذي يمارسه الإنسان حين يشعل الدنيا بالصراعات استعراضاً لنرجسيته المفرطة وعبادة لذاته التي تتضخم فلا ينتبه لها، لكنها تصبح وحشاً يلتهم إنسانيته وتحوله وحشاً على أتم الاستعداد ليحرق كل الأراضي لأجل أن يثبت أنه هو الأفضل والأجدر والأقوى ولا أحد غيره.

هذا الإنسان الذي يقول بصوت عالٍ إنه يتطور، ويخطط للمستقبل، في الحقيقة لا يفعل شيئاً طيلة النهار سوى إعادة إنتاج الصراع مع أي إنسان آخر يتقاسم معه الحياة والعمل والأرض والمواطنة والحي والصداقة، وقد يكون هذا أحد أسباب تزايد القطيعة بين الناس، وانعدام العواطف والعلاقات الحقيقية وتزايد الوشائج الزائفة، وكثرة القوانين التي يسنها المشرعون لمنع حدوث اعتداءات طائفية ومبادرات كراهية وعنصرية!

إن هذا الاستعداد السريع للغضب وتبادل الشتائم بين الناس في الشارع، وفي مواقع التواصل وفي مواقف السيارات ملفت جداً، وكذلك نظرة العدائية للآخر ومحاولة كبحها بالقوة حتى لا تفضح صاحبها. أليس ملفتاً هذا الإصرار في إصدار القوانين والتشريعات والفتاوى وتعديلات مواد الدساتير لضمان منع بوادر العنصرية والكراهية والفوقية والطائفية وفي معظم المجتمعات؟

إن هذا الجنوح نحو تمجيد الصراع هو ما ولد هذا الدمار الذي يعيشه كوكب الأرض، وهو الذي كرس لطبقية العالم بين شمال متحضر تقنياً ومتآكل إنسانياً وجنوب متخلف في الناحيتين، هو الذي شرع لنظرية إذا لم أقتلك ستقتلني، أو إذا لم تكن معي فأنت ضدي.

عمر الإنسان قصير دائماً، لكنه كان بإمكانه أن يكون جميلاً أيضاً لو أنه آمن بأن على الأرض ما يستحق الحياة أكثر من الحروب والصراعات، لو أنه آمن باتساع وبشساعة إنسانيته القادرة على صناعة الحياة والحضارة، لو أنه بحث وآمن بعظمة التفاصيل.

يقول محمود درويش:

على هذه الأرض ما يستحق الحياة، تردد إبريل، رائحة الخبز، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس، أول الحب، عشب على حجر وأمهات يقفن على خيط ناي!

نقلا عن البيان
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على هذه الأرض كثير يستحق الحياة على هذه الأرض كثير يستحق الحياة



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مشجعو "الوصل" و"الوحدة" يتنافسان على لقب "أفضل جمهور"

GMT 13:01 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ساسولو يقفز لوصافة الدوري الإيطالي بعد تخطّي نابولي

GMT 04:18 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

"هاني عازر" ثالث سفراء الدورة الـ51 لمعرض الكتاب

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:35 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة سائح أميركي بعد تعرضه لهجوم من سمكة قرش

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

انطلاق معرض في الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان

GMT 11:08 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

1.4 مليار ريال تكلفة مشروع إسكان الموظفين في مكة

GMT 07:27 2013 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل سبعة مطاعم في دبي

GMT 16:09 2013 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

باحثون ينجحون بتحويل موجات الميكرويف إلى طاقة كهربائية

GMT 08:41 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

عماد فؤاد يشارك بـ"الحالة صفر" في "القاهرة للكتاب"

GMT 07:20 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

"فيسبوك" يغلق صفحة الوكالة العربية السورية للأنباء

GMT 05:18 2013 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

"سوني" تطرح جهاز لابتوب جديد بشاشة لمس

GMT 21:04 2013 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم يقدم وجباته وسط الأكفان والأموات

GMT 04:07 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

280 ألف زائر شاهدوا ثماني معارض فنية للفنان ماتيس في مدينة نيس

GMT 18:05 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"تيد بيكر" تعتمد تصاميمًا محتشمة في فساتين السهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates