بقلم : عائشة سلطان
لا شيء يقتل القبح كالجمال، لا شيء يعرّيه ويظهر عوراته الخفية والظاهرة أكثر من ثقافة الجمال، وأكثر من الفن الجميل: الموسيقى، الرسم والتشكيل، وأن تضبط بوصلة قلبك على المحبة وباتجاه الطرقات الخضراء والعابقة بالتسامح والخير، لا شيء يجعل الشياطين في أسوأ حالاتها سوى انتصار الحق والحب والجمال، هذا ما علينا أن نعيه ونحن نواجه الإرهاب كوحش يتمدد في كل الجهات، في كل الأراضي وفي كل الزوايا!
لا شيء يقتل الشر سوى الخير، مهما بدا أن صولة الشر منتصرة وجائرة ومستبدة، ومهما كثر المال والداعمون، فذات لحظة سيختلف اللصوص حتماً على الغنيمة وستظهر المسروقات، هكذا يقول خبراء الجريمة، وهذا ما يحدث غالباً، فالذي يسرق معك سيسرقك حتماً، والذي يتعدى ويتآمر على الآخرين بمساعدتك سيضع السكين على عنقك يوماً، شهوة الإرهاب طاغية متى أصبحت ديناً للبعض.
ومتى صارت مهنة ومصدر رزق واسترزاق، فهؤلاء الذين بذروا الأرض بالمنظمات الإرهابية وبالإرهابيين والكذب، هؤلاء الذين أشعلوا فتائل ثورات زائفة، ودربوا رجالاً ونساء، شباباً وفتيات، على شعارات الفوضى وإسقاط الأنظمة، متعجلين مشروع الفوضى لصالح أعداء الأمة، لن يستسلموا بسهولة بعد أن فشل مشروعهم في مصر ودول الخليج تحديداً!
سيحاولون البحث عن أراض جديدة، سيسلكون طرقاً أخرى، ستظل شهوة القتل والتدمير تسكنهم بعد أن تلوثت أيديهم، وبعد أن لعقوا الدماء حتى الثمالة، كوحوش لا تفهم معنى الأمان، ولم ترَ حقيقة الإنسان، سيظلون يعوون في الفلاة ينادون قطعانهم ليجتمعوا على جثة أو رائحة دماء أينما كانت!
لقد انقسم العالم بشكل لا رجعة فيه إلى إرهابيين ومقاومين، ذئاب مستوحدة وضحايا تسير بأمان لا تدري متى ستنفجر قنبلة بين أقدامهم، لكن تقسيماً آخر يجب أن يكون ويقوى أيضاً، هو الجمال في مقابل القبح، الإنسان في مواجهة الوحش، الوعي في مقابل الغفلة، القوة في وجه الإرهاب، الحزم في مقابل العبث!!
لا كذب سيمرّ فوق رؤوسنا ونصدّقه بعد الآن، لن نصدّق الممثلين وأصحاب الشعارات، فاللعبة قد انكشفت، كما جفّت الأقلام ورفعت الصحف، الوعي هزم الفوضى، الحرص على الأوطان هزم كل المخططات، والإنسان الحقيقي الذي رأى بأم عينه كيف تحترق الأوطان ويتشرد المواطنون بين المنافي والبلدان!