عندما تحضر الكراهية

عندما تحضر الكراهية!

عندما تحضر الكراهية!

 صوت الإمارات -

عندما تحضر الكراهية

بقلم : عائشة سلطان

كنت في اجتماع رسمي مع اثنين من موظفي شركة تقدم خدمات عبر بطاقات الائتمان، كان الشابان لطيفين بما يكفي لأي شخصين مهمتهما إقناعك بمزايا البضاعة التي يقدمانها!

حتى هنا فالأمر عادي جداً، ويحدث لجميعنا، وفي كل مكان، ففي بيئات التنافس على الزبائن، وفي حالة وجود عارضين كثر للبضاعة نفسها يتبارى هؤلاء في التودد وبيع الأوهام، ومحاولة تقديم الخدمة بأكثر الطرق أناقة، وطبعاً بوعود لا تحصى، القصة بدأت بعد أن انتهى وقت الحوار حول الخدمات المعروضة، فحين قدم لي الشابان بطاقتيهما التعريفيتين قرأت اسم أولهما.

فبدا لي أنه حمّال معاني، اتضح أنه يجيد العربية فصار يشرح لي معنى اسمه، لكنني فاجأته حين ذكرت له أن أصل الاسم ليس عربياً ولا علاقة له بثقافته، وأنه ينتمي لثقافة هو وطائفته في صراع دائم معها، وأن حمله اسماً كهذا دليل قوي على بدايات تسامح، ربما يجعل الأمل يلوح ثانية في احتمالات تقارب وتعايش إنساني.

كان حواراً عادياً جداً، خاصة أن الشابين بدا عليهما أنهما يمتلكان بعداً ثقافياً معقولاً حين تحدثا وإن بشكل عابر عن أنواع الطعام ومميزاته عبر الثقافات، المشكلة أن صاحب الاسم ابتسم وقال: إن جدته قد ذكرت له هذا الأمر حول وجود جذور للاسم في تراث مُغاير.

فما كان مني إلا أن قلت له: عاجلاً أم آجلاً فإن علينا جميعاً أن نقتنع بحقيقة أن تاريخ الإنسانية يعود لجذر واحد في نهاية الأمر (آدم وحواء) وأننا لو تأملنا ذلك جيداً لما دمرنا حياتنا بكل هذا الذي يحصل في كل العالم. أجاب صاحب الاسم بتلقائية راقتني: فعلاً وأبسط مثال هذا التدمير للبيئة بسبب الحروب وغيرها، وهذا الاحتباس الحراري الذي يرفع حرارة الطقس في كل مكان!

قلت له حاول أن تسأل عن اسمك في الثقافة الأخرى قد تجد حكايات جيدة خلف الاسم، فما كان من الآخر الذي ظل صامتاً، لكنه أبدى تبرمه من هذه الثقافة! صرخت لماذا؟ قال ألا ترين ما يفعلون؟ طلبت منه أن يهدأ، فقضية بهذا التعقيد لا تناقش في مقهى، وإن ثقافة الكراهية هي أبشع ما ابتكره أو اخترعه الإنسان في كل تاريخه للخلاص من الآخر، الذي يخالفه أو يختلف عنه في الثقافة والعقيدة والأفكار!

قبل أن أتركهما ذكرتهما بأنهما مختلفان عني في أشياء كثيرة، لكن الإمارات بوصفها نموذجاً لدولة القانون والتسامح كفلت للجميع حياة، وتعاملاً إنسانياً، ينبذ كل هذه الكراهية والعنصرية، وهذا هو السبب في ما نتمتع به من حياة آمنة، ومسالمة، ومتحضرة بكل المقاييس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تحضر الكراهية عندما تحضر الكراهية



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates