كيف أصبحت كاتباً

كيف أصبحت كاتباً؟!

كيف أصبحت كاتباً؟!

 صوت الإمارات -

كيف أصبحت كاتباً

بقلم : عائشة سلطان

في كتابه (عن ماذا أتحدث عندما أتحدث عن العدو) يتذكر الروائي الياباني الشهير هاروكي موراكامي، صاحب المؤلفات ذات الشهرة العالمية والانتشار الواسع، والذي يصطف قراءه طوابير طويلة أمام المكتبات في اليوم الذي يعلن فيه عن نزول رواية جديدة له، يتذكر أنه أثناء المقابلات التلفزيونية التي يجريها يطرح عليّه أحياناً السؤال التالي: ما هي أهم صفة يجب أن يمتلكها الروائي؟

هذا السؤال هو اختصار مهذب عن تلك الحيرة التي تنتاب الكثير من الناس حيال القدرات التي تجعل بعض الأشخاص قادرين على اجتراح معجزة الكتابة بشكل عام.

والكتابة الروائية بشكل خاص، فغالباً ما أقف مشدوهة أمام روايات مذهلة في حبكتها وفكرتها وقدرة كتابها على الخلق، إن الكتابة الإبداعية هي نوع مذهل من الخلق لا يمكن فهم أسراره بسهولة، فإن تخلق حيوات وشخوص وملابسات وخيوط لا تتضارب ولا تختلط ولا تضيع من يدك أبداً بالرغم من تشابكاتها وتعقيداتها، تلك عبقرية لا تفسير لها أبداً إلا حين يتصدى للتفسير كاتب بحجم موراكامي.

يقول هذا الكاتب (صاحب: كافكا على الشاطئ، الغابة النرويجية، وغيرهما) مجيباً عن السؤال: هل يجب أن أقول إن السر يكمن في الموهبة. فإذا افتقر الكاتب للموهبة، فلن يكون كاتباً أبداً، مهما اجتهد في ذلك.

والمشكلة مع الموهبة - بحسب موراكامي - هي في كيفية السيطرة على نوعية وكمية ما تكتبه، فليس من السهولة أن تضيف شيئاً لإبداعك وكتابتك إذا كان مخزونك من الموهبة والذاكرة غير ملائم.

لكن ماذا بعد الموهبة؟ هل تكفي الموهبة وحدها؟ سمعت روائياً عربياً ذات يوم يقول لمجموعة من الكتاب المبتدئين ضمن حلقة تدريب على الكتابة الإبداعية: لا أحب سماع هذه العبارة: أنا بانتظار الوحي، وحي الكتابة لم يأت بعد، فلا وجود لوحي سيأتيك طواعية إن لم تذهب إليه.. قد تكتب آلاف الصفحات بلا نتيجة لكنك ستصل للباب الحقيقي في نهاية المحاولات وستحصل على روايتك التي ستكتبها أخيراً!

ماذا بعد الموهبة؟ موراكامي يقول وبدون تردد: التركيز. القدرة على توجيه كمية الموهبة المحدودة التي تمتلكها إلى نقطة جوهرية واحدة. إذا لم تمتلك هذه القدرة، فلن تضيف شيئاً مميزاً للكتابة.

لابد من الصبر، الروائيون الذين يطلق عليهم صفة (عظام) والذين حصلوا على نوبل، واجتازت رواياتهم كل الحدود وتخطت الأرقام القياسية في المبيعات، لم يحدث لهم ذلك بطريق الصدفة، بل بالاجتهاد والصبر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف أصبحت كاتباً كيف أصبحت كاتباً



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates