نذهب بعيدًا لنقترب من أنفسنا

نذهب بعيدًا لنقترب من أنفسنا!

نذهب بعيدًا لنقترب من أنفسنا!

 صوت الإمارات -

نذهب بعيدًا لنقترب من أنفسنا

بقلم : عائشة سلطان

سألتني صحفية عربية سؤالاً حول ما يمكن أن يستخلصه كاتب من تجواله على مدن العالم، وما هي الرسالة التي يمكنه أن يحملها لقرائه من عالمٍ تجول فيه على مدى سنوات طويلة إلى عالم يعيش فيه ويعايش تحولاته وإشكالاته؟

أحالني سؤالها إلى عشرات الأسفار والرحلات على مدى سنوات طويلة، وإلى الكثير من المواقف والمدن والبشر الذين التقيتهم خلال هذا التجوال العميق والممتد في الزمن والأمكنة والذاكرة، مواقف كثيرة ومشاهدات لا تحصى مررت بها كشفت لي حجم الأوهام التي ربما نكون قد نسجناها عن الآخرين، عن البلدان والأديان، الطوائف والتوجهات، أوهام حول فكرة الآخر عنا، وفكرتنا عنه، مساحات الاتفاق ونقاط الخلاف والاختلاف، والأرضيات الحقيقية المتوفرة بيننا بحيث يمكننا الالتقاء عليها والانطلاق منها نحو يوم آخر نريده أن يكون أكثر سلاماً.

في الحقيقة يكشف لك التجوال والرحلات في البلاد والعباد حجم الجمال وعظمة الإنسان وإنجازه، كما يكشف حجم الضلالات التي تعشش في رأسك نتيجة قراءات لكتب وآراء مغلوطة مبنية على مجرد انطباعات أو مواقف أيديولوجية لكتابها، أو بسبب غسيل إعلامي يتعرض له الإنسان على مدار عمره، وربما بسبب الجهل أو الكسل عن تحري الدقة وتتبع المعلومة الموضوعية، فيصدق الإنسان كل ما يلقى إليه دون إعمال عقله!

لقد ابتلي عالمنا العربي بنظريات وقناعات تأسست خلال قرون من الجهل وسيطرة التفسيرات المؤمنة بالمؤامرة وبضلال الآخر، إن شيطنة الآخرين وتكفيرهم وتجريدهم من الفضائل هو منهج جاهل وساذج لا يعرف حقيقة الدين ولا العلم.

ولا يعترف بفضل الإنسانية في مسيرة الحضارة، هذا المنهج الذين اقتنع به كثير من شباب العرب والمسلمين لم يقدنا لغير الشطط، لسنا أفضل من غيرنا إلا بما قدمنا للإنسانية، وبما عملنا وخدمنا وأعطينا، نحن لا نعيش وحدنا على هذا الكوكب، إننا نسكنه رفقة شعوب حرة في الاقتناع بما ترى، لسنا وكلاء على أحد، ولسنا مسؤولين عن تقييم الآخرين ولا مكلفين بقتلهم.

هناك أمم وشعوب وحضارات عميقة وقديمة وعظيمة جداً، ومختلفة عنا تماماً، ومتطورة أكثر وغنية بشكل لا يصدق، غنية بمكوناتها، بقيمها بعلاقات نسيجها الاجتماعي، بوجود أطياف من الأديان والطوائف والمذاهب، بوجود ثروات هائلة من الطبيعة وسحر التاريخ والحكمة والكتب والأدب والشعر، وما لم نتقبل هذا الآخر المختلف بكل اختلافه فسنظل ندور في فلك تخلفنا ونرجسيتنا وسنموت بمرض الحضارة: الاكتفاء بأنفسنا واستصغار الآخر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نذهب بعيدًا لنقترب من أنفسنا نذهب بعيدًا لنقترب من أنفسنا



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates