مدن لا تعرف الشرطة

مدن لا تعرف الشرطة !

مدن لا تعرف الشرطة !

 صوت الإمارات -

مدن لا تعرف الشرطة

بقلم : عائشة سلطان

في صيف العام 1999 كنت أسافر برفقة صديقتين عزيزتين إلى ألمانيا، كانت سفرة غير مخططة، من تلك الأسفار التي تخطر على بال أصحابها فجأة، فيقررون ويبدؤون تنفيذ قرارهم سريعاً، لكنهم لا يدرون ماذا يريدون بالضبط ولا إلى أين سيذهبون وكيف سيقضون أوقاتهم هناك، وفي الواقع فإن هذه الأسئلة شديدة الارتباط بما يمكن أن نسميها ثقافة السفر.

في الحقيقة فنحن كشعوب عربية لا يمتلك معظمنا هذه الثقافة (ثقافة السفر المخطط) لذلك فإننا نهدر الكثير من الأموال والأوقات والجهد مقابل القليل من الفائدة والمتعة التي يفترض أن نتحصل عليهما من تلك الأسفار، فمعظمنا يسافر إلى وجهات كثيرة لأن غيره استمتع بالسفر إليها، أو لأنها الموضة السائدة، أو لأن أهلنا أو أصحابنا قرروا ذلك، نحن لا نخطط عادة ولا نقرأ بما فيه الكفاية عن الوجهات التي نسافر إليها، فنظل نكتشف الأمكنة بطريق الصدفة دائماً!

في ذلك الصيف كانت نهاية رحلتنا في مطار فرانكفورت، واحد من أكبر المطارات التي مررت بها، ومن هناك عبرنا جزءاً لا بأس به من قرى وبلدات الريف وصولاً إلى المدن البافارية الشهيرة، مررنا بالكثير من القرى الحالمة، تلك القرى التي لطالما رأيناها في القصص وأفلام الكارتون، القرى المتلفعة بالغيم والمرسومة بالألوان والمؤثثة بأشجار الصنوبر والشربين والسرو والحور، المكللة بالثلج، والنائمة بجوار أنهار تتحدر شلالاتها من أعالي جبال الألب الشاهقة!

في هذه القرى كل شيء يسير بهدوء فائق الجمال، كل شيء متوافر وبأعلى مقاييس الجودة والفخامة، فهنا الريف الأوروبي الأكثر تطوراً من المدينة والأكثر رقياً وتعليماً وثراء، عكس أريافنا العربية تماماً، هناك التقيت سيدة جلست بجوارها صباحاً في أحد المقاهي وبعد أن سألتها لماذا لا يوجد رجال شرطة هنا أو في الجوار؟ أجابتني لا نحتاج شرطة الناس يلتزمون بالقانون ولا يوجد بيننا لصوص أو قتلة، آخر مرة جاءتنا الشرطة كان ذلك منذ عشرين عاماً، أحدهم فقد دراجته الهوائية يومها!

خلال عشرين عاماً زرت تلك المنطقة مراراً، لكنني في السنوات القليلة الماضية لاحظت أن سيارات الشرطة تستوقف بعض السائقين العرب على جوانب الطرقات، ووجدت نساء يشحدن بنفس الطريقة وبنفس العبارات التي تسمعها في شوارعنا العربية، وما لم أتوقعه أن أجد عدداً من الهنود يبيعون بضائع صينية في ممرات واحدة من أجمل قرى ذلك الريف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن لا تعرف الشرطة مدن لا تعرف الشرطة



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates