بقلم : عائشة سلطان
أخيراً افتتح متحف اللوفر العالمي كما كان مخططاً له منذ عشر سنوات عندما وقّعت حكومة أبوظبي اتفاقية اللوفر مع الحكومة الفرنسية، نحن اليوم بعد سنوات من العمل الدؤوب والخطط والتصاميم وفرق الاستشارات والمشاورات عالية المهنية والدقة والتنفيذ، نقف جميعاً فخورين جداً أمام مشروع حضاري ضخم وملهم وشديد التأثير، إنه المتحف العالمي الأشهر صاحب الأعمال الأقوى والأعظم والأكثر أهمية على مستوى العالم.
لقد نجحت الإمارات، وها هم قادتها وأبناؤها وزوارها وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي، وقفوا جميعاً لتحية الإمارات وللثناء على دورها ومكانتها، ليهدوا هذا الإنجاز للعالم كله كرسالة محبة إماراتية خالصة.
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كلمته التي افتتح بها المتحف الكبير (نجتمع اليوم في متحف اللوفر، في منطقة يحاول أصحاب الفكر الظلامي أن يرجعوا حضارتها إلى عصور الجهل والتخلف، هذا المتحف الذي يمثل قدرتنا على محاربة الظلام بالنور ومحاربة الجهل بالفنون ومحاربة التطرف الفكري بالجمال الفني) وبذلك يختصر الشيخ محمد الرؤية والرسالة والهدف، فلا شيء يحارب الجهل أكثر من الثقافة والفن والعلم، لا شيء يحصن الأمم ضد التطرف وفكر الخراب إلا إشاعة النور عبر الانفتاح على ثقافات العالم والتواصل معها وفهمها واحترام اختلافاتها.
بافتتاح اللوفر، فإن الإمارات تسعى لما هو أبعد من إقامة متحف للفن والثقافة، حيث يسعى اللوفر أبوظبي إلى أن يكون مركزاً جامعاً وقاعة عالمية لجميع الثقافات والديانات، يتردد صداها في المنطقة والعالم، هكذا سيكون اللوفر وبقية المتاحف التي تتأسس على أرض جزيرة السعديات، متاحف للفن تعلن ولادة توجه عالمي للإمارات باتجاه الفن والثقافة حتى لا يبقى ذلك حكراً أو حصراً على أمم بعينها، فالإرث الإنساني الذي تزخر به متاحف نيويورك وواشنطن وأمستردام وباريس ولندن وووو، لا ينتمي لحضارة هذه الأمم فقط، إنه إرث إنساني يرى فيه كل زائر شيئاً من حضارته وتراثه وهويته وفنه.
متاحف فرنسا ولندن وواشنطن وغيرها تعج بقطع نادرة من الحضارات الفرعونية والبابلية والسومرية والإغريقية ووو، جاءت عبر ظروف وحقب واتفاقات واستقرت ولم تغادر المتاحف، ها نحن اليوم نخرج أكثر اللوحات والتحف ندرة لتستقر في أبوظبي، لنسلط الضوء على أوجه التشابه بين الحضارات والثقافات المختلفة لنشر ثقافة التسامح والاعتدال وتقبل الآخر من مختلف أنحاء العالم.