ما لا يمكن التراجع عنه

ما لا يمكن التراجع عنه

ما لا يمكن التراجع عنه

 صوت الإمارات -

ما لا يمكن التراجع عنه

بقلم : عائشة سلطان

 هناك أمور كثيرة في حياتنا نملك أن نبدأها، نعطي قراراً بشأنها، قد يكون ذلك بشكل بالغ البساطة واللامبالاة أحياناً، وأحياناً بعد تردد واستشعار بالخطر أو بعدم الثقة، لكننا نقرر البدء ونبدأ فعلاً، نتخذ احتياطاتنا، نتدبر أمورنا، نفكر كثيراً، نسأل هنا وهناك، نعيد ترتيب الأحجار على رقعة الشطرنج، نحرك بيدقاً من هنا، ونخسر قلعة من هناك لكننا نمضى مع قرارنا حتى النهاية، لأننا مؤمنون بما نفعله، الإيمان قضية أساسية قبل اتخاذ أي قرار، إيماننا بحقنا يمنحنا قوة الاستمرار في السير وإكمال الطريق!

أين ومتى يمكن أن نواجه مشكلة ما في مثل هذه القرارات؟ حين نعلم أننا يمكننا اتخاذ قرار البدء لكننا لا يمكن بأي حال أن نقرر إيقاف القرار أو التراجع عنه، تشبه هذه القرارات التي لا يمكن التراجع عنها بالزواج الكاثوليكي! فهذا الزواج بحسب هذا المذهب يجعل الطلاق أمراً يكاد يكون مستحيلاً!

وينطبق ذلك على قرار كتابة نص معين يريد كاتبه أو يدعي كاتبه أنه يقول رأياً أو يمارس حريته في التعبير، يتخذ قراراً بإبداء رأي حول قضية مثارة، ينصحه المقربون ألا يفعل، لكنه يقرر ويكتب، فيقلب الدنيا رأساً على عقب، ويثير حساسيات الناس، ويتلقى الكثير من السباب والشتائم، ويصبح من غير الوارد أو الممكن محو ما قيل وما نشر من أذهان الناس الذين قرأوه، مع بقائه كوصمة في سجل كاتبه.

هذا النوع من المقالات يشبه الرصاصة إذا انطلقت من الفوهة فلا يمكن إيقافها كما لا يمكن إعادتها، وحين تصيب الهدف تمزق اللحم وتفتت كل ما حوله، نحن نملك إطلاق الرصاصة لكننا لا نملك بأي حال إيقافها أبداً!!

كما ينطبق ذلك على كل على شجع على الفوضى خلال ما يسمى بالربيع العربي. فقد قال المحللون كلاماً كثيراً، حول مستقبل الحرية والديمقراطية والكرامة والحقوق و...انطلق التونسيون أولاً ولا زالوا يعانون من التداعيات، وتبعهم المصريون فأنجزوا ثورة وتبعوها بأخرى وكانوا أكثر وعياً، نظراً لعمق تجربة الدولة السياسية والشارع السياسي في مصر، ثم كان الدور على سوريا، وعاث الخراب في سوريا الحضارة والتاريخ كما انتشر الإرهاب والتطرف في عالمنا العربي.

فمن يملك إيقاف هذا الخراب في كل مكان، لا أحد يمكنه فعل ذلك مالم يتم تجفيف مصادر نشر فكر التطرف ومنابع دعم وتمويل الإرهاب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يمكن التراجع عنه ما لا يمكن التراجع عنه



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates