أكثر من مجرد قناعات

أكثر من مجرد قناعات

أكثر من مجرد قناعات

 صوت الإمارات -

أكثر من مجرد قناعات

بقلم : عائشة سلطان

يقال إن الزعيم غاندي، كان في زيارة لإحدى المدارس، فتقدمت منه إحدى الطالبات، وطلبت أن يكتب لها كلمة في دفتر صغير كانت تحمله بحرص بين يديها، لتكون هذه الكلمة ذكرى عزيزة، تتباهى بها بين زميلاتها، الزعيم الذي سارت حياته وفق منطلقات ومبادئ أخلاقية وقيمية عالية جداً، أمسك بدفتر الفتاة وكتب فيه: (لا تعطِ لأحد وعداً وأنت تعلمين بأنه لا يمكنك أن تنفذيه، فمهما طال بك الزمن وجاء الوقت الملائم، فإن عليك أن تنفذي وعدك ذاك، حتى إن كانت حياتك هي الثمن).

بعدها قيل بأن شاعر الهند الكبير طاغور، قرأ، أو ربما سمع عن هذه الحادثة، فكتب (لو اكتشفت يا صغيرتي أنك وعدت أحداً وعداً خاطئاً أو مستحيلاً، فانسِه تماماً، ولا تدفعي حياتك ولا غير حياتك ثمناً)، هنا نحن أمام قضية أخلاقية مختلف عليها بين زعيم طوباوي وبين فيلسوف وشاعر ومسرحي وسياسي ومصلح اجتماعي وديني ومفكر كبير على مستوى الهند والعالم، لم ينل شهرته من فراغ، ولا استحق جائزة نوبل عبثاً، لكنه كان صاحب أفكار عظيمة، تراوحت بين الرومانسية والواقعية والإصلاح والعمق الشديد.

لم يختلف طاغور مع غاندي في هذه القضية، قضية الالتزام والمقدرة، ولكن حتى في الموقف من الاحتلال البريطاني وطريقة مقاومته، والتي انتهج فيها غاندي طريق الزهد والمقاومة السلمية، كسلاح رأى فيه طاغور تسطيحاً لقضية المقاومة، وهكذا تتفاوت القناعات في كل القضايا، حتى تجد نفسك بين أن تكون في جانب الحق، أو جانب الباطل دون أن تقصد، إن ما يصنع الفرق، هو الزاوية التي يطل منها الإنسان على مجمل تفاصيل الحياة وأفكارها وقناعاتها، وبالتأكيد، فإن طريقة تفكيرنا وتركيبتنا النفسية والفكرية، تلعب دوراً في القناعات التي نصوغها ونجاهر بها ونختلف فيها مع الآخرين!

في مجتمعاتنا العربية، نحن إما واقعون أسرى لتربية أخلاقية قاسية ومتزمتة، أو تربية نقيضة: منفلتة ورخوة جداً، وكلا التربيتين لهما علاقة بدرجة الوعي بما يحصل حولنا، وبما تتصف به النفس الإنسانية من نقص وجهل وضعف، تحتاج معه لكثير من التسامح والتفهم، والتربية المتوازنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكثر من مجرد قناعات أكثر من مجرد قناعات



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates