بقلم : عائشة سلطان
حادث الاستعراضات الخطيرة المعروف بحادث «السيتي ووك»، والذي شهد قيام مجموعة من المراهقين بحركات استعراض خطيرة بالسيارة وسط منطقة تجارية تعج بالمارة وبالمتسوقين، تحول إلى حوار مجتمعي بعد أوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باستبدال عقوبة السجن بحق هؤلاء المراهقين بعقوبة تربوية مؤثرة تمثلت بقيامهم «سائق السيارة ومرافقيه الذين كانوا يشجعونه على الإمعان في استعراضاته» بتأدية الخدمة المجتمعية التي حددت بقيامهم بتنظيف شوارع دبي العامة لمدة أربع ساعات يومياً ولشهر كامل!
وقد شكلت الخدمة المجتمعية لهؤلاء الشبان عقوبة نوعية غير تقليدية، نتمنى أن يتم تعميمها لتشمل مخالفات أخرى، على غرار ما هو سائد في دول غربية تطبق عقوبات الخدمة المجتمعية على أؤلئك الذين يكررون مخالفات محددة كعبور إشارة المرور الحمراء والقيادة تحت تأثير الكحول وتجاوز السرعة القانونية وغيرها.
وهنا نلاحظ أن معظم هذه المخالفات تعرض حياة المخالف وحياة الآخرين للخطر، من هنا كانت الخدمة المجتمعية عقاباً قانونياً وتربية مجتمعية يفترض أن تكون مؤثرة وفاعلة، خاصة لاؤلئك الذين ينظرون لمكانتهم المجتمعية أو لشرائحهم العمرية وكأنهم بمأمن من العقاب وأنهم مغفور لهم كل ما يقومون به من حماقات!
لا أحد فوق القانون حين تحترم المجتمعات نفسها وحياة أفرادها، ولطالما قرأنا في الصحف مراراً أخباراً عن توقيع عقوبة الخدمة المجتمعية على الممثلة الأميركية باريس هلتون، المتهمة باستهتارها بحقوق جيرانها فحكم عليها بـ200 ساعة خدمة، والممثلة لينزي لوهان المتهمة بتعاطي المخدرات، والأهم رئيس الوزراء الإيطالي السابق برلسكوني الذي أدى عقوبة تنظيف شوارع مدينة ميلان، وإضافة لتنظيف الشوارع هناك خيارات أخرى كالعمل المجاني في وظيفته، أو رعاية كبار السن، وغير ذلك!
هناك رسالة واضحة تتضمنها العقوبة أراد من خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن تصل للجميع: أولاً نحن مجتمع قانون لا يجوز فيه التغاضي عمن يعبث بأرواح الآخرين وبحياته وبممتلكات المجتمع، ثانياً أياً كان مرتكب المخالفة فإن عليه أن يعي موقعه ومكانته ودوره وحجمه والقانون فوق الجميع، ثالثاً على المخالف أن يفهم أن الجزاء من صنف العمل، وأن قضاء أيام في السجن قد لا يقود للنتيجة المرجوة بقدر ما يصيب البعض بأمراض السجون وآفاتها بمخالطة المساجين والمجرمين دون أن يتكون لديهم أي إحساس بالردع أو الخوف فيخرجون ليكرروا الفعل مرة أخرى، أما الخدمة المجتمعية فعقوبة ذات تأثير نفسي كبير وصارم ورادع بلا شك.
المصدر : البيان