في فضاء الشعور

في فضاء الشعور

في فضاء الشعور

 صوت الإمارات -

في فضاء الشعور

بقلم _ عائشة سلطان

الأصوات القادمة من مدن الأمس، ترمينا بحجارة من حنين وسنين - شهرزاد.

تتحدّث هي وزوجها في مواضيع تخصّ حياتهم الزوجيّة، وفي لحظة يتحوّل هذا الحوار إلى شجار فينقلب عالمها بأسره رأساً على عقب، ويصبح كالكابوس فتشعر بداخلها بأنها محطمة، لأنها تبدأ بتذكر كل التضحيات بين الحب والألم، فصحيح أن هذه ليست المرّة الأولى ولكن هذه المرّة تختلف عن مثيلاتها في السابق، لأن هذا الشجار كسر شيئاً كان جميلاً بداخلها يصعب إصلاحه، فانهمرت دموعها وانفجرت باكية كإعصار يجرف كل شيء جميل أمامها بلا رحمة.

هل يستحق الزوج أن نشير بأصابع الاتهام إليه أم أن هذا الشجار سببهُ البرود العاطفي؟

تبنى العلاقة الزوجية على الحب والتفاهم لتحقيق السعادة بين الزوجين، والتي تهدف إلى بناء أسرة والعناية بالأطفال وتربيتهم. وصحيح أن في السنوات الأولى يكون الحب بين الزوجين في ذروته، ولكن بعد مرور السنوات تمر العلاقة بظروف وعوامل تنحي العواطف جانباً فيزداد الإحساس بالبرود العاطفي والذي يتسبب بالكثير من المشاكل داخل الأسرة.

فالبرود العاطفي ينتج بسبب إهمال الطرفين أو أحدهما لمشاعر الطرف الآخر، وعدم الالتفات لاحتياجاته وحالته النفسية والصفات الطيبة فيهم، كذلك عدم الاهتمام بتبادل الهدايا والكلمات المتناغمة والحنونة، وإهمال مشاعر الحزن أو الفرح لديهم مما يزيد المسافة بين الزوجين.

بين المُحبين هناك روحٌ أخرى توحد الأرواح وتملأ الفراغات.

يتوجب على الزوجين كسر الروتين والنمط المعيشي، الذي يزيد الألفة والاحترام فيما بينهم، كاختيار فكرة للمطعم الذي يحبه أحد الزوجين أو تحضير العشاء بأجواء رومانسية في المنزل وتغيير المظهر واستعادة ذكريات الزواج. ولابد من التغاضي عن السلبيات المستجدة في شخصية الأزواج ورؤية الجانب الإيجابي والمشرق في سلوكهم، وعدم نسيان أو تجاهل العطاءات والتضحيات التي يقدمونها للأسرة.

وحتى لا ينقطع شريط الذكريات، يجب تفادي السلبيات والأخطاء التي تسبب الخلاف والشجار بين الزوجين، والاعتراف للنفس بالتقصير اتجاه الطرف الآخر، ومحاولة العمل على التصحيح. بالإضافة إلى الاهتمام بالعلاقة الحميمية التي جعلها الله مودة ورحمة فيما بينهم والتي قد تكون سبباً في فتور العلاقة.

لإرجاع القارب في مساره الصحيح بعد الخلاف لابد من البحث عن أسباب البرود العاطفي ومحاولة التقرب من شريك الحياة بإصلاح الخطأ الذي ارتكبه في حقه. فالأسرة كالقارب ملكاً للطرفين وعلى كل منهما العمل على الوصول به إلى بر الأمان بتجاوز كل الأزمات في طريق الحياة، وسيكون ذلك حافزاً لتقرب الطرفين برقة في فضاء الشعور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في فضاء الشعور في فضاء الشعور



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates