بقلم : عائشة سلطان
يصادف اليوم الـ8 من شهر مارس لعام 1909، الذكرى السنوية للاحتفال بيوم المرأة العالمي كتتويج لنضال قاس وطويل خاضته السيدات العاملات في مدينة نيويورك، مدينة المال والأعمال والأثرياء، واللواتي كن يعملن تحت وطأة ظروف لاإنسانية في مصانع النسيج والملابس، وحين كن يبادرن للتعبير عن القهر الذي يعانين منه وهن يحملن الخبز اليابس وباقات الورد، في إطار رمزي لحركتهن الاحتجاجية، كانت الشرطة تعمل على تفريق التظاهرات بكل قسوة.
اليوم تحول تاريخ 8 مارس إلى ذكرى احتفالية تستعيد ذلك النضال السلمي، كما وتستعيد هذا الإصرار النسوي على إثبات حق النساء في المساواة مع الرجال في العمل والاقتراع، خاصة حين يقمن بالعمل نفسه وتحت الظروف ذاتها، فالفيصل في الأمر كله يرجع إلى حقوق المواطنة وليس المفاضلة في "الجندر" أو الجنس الذي ننتمي له، إن العدالة والمساواة في الحقوق المدنية تقود إلى علاقة مواطنة متوازنة بين المواطن ومجتمعه وبين المواطنين أنفسهم.
لقد تغيرت الظروف تماماً في مجتمع الإمارات، ليس على صعيد البنى التحتية للمدينة ووسائل الحياة المرفهة، ولكن التغيير طال بنية القوانين والأحوال الشخصية وسلم الرواتب وحقوق التوظيف في كل أنواع العمل المتاح، إضافة لمنح النساء كامل الحق فيما يعرف بالمشاركة السياسية والمجتمعية، وصولاً إلى تحقيق التمكين المأمول، والذي لأجله تم الإعلان في دبي منذ عدة سنوات عن مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.
لن نعدد ما تحقق للمرأة الإماراتية في ما يخص المشاركة والتمكين والمساواة، لكن أن ينحصر عمل النساء في وظائف محددة كالتدريس والطب والتمريض وبعض الوظائف الإدارية بداية الثمانينيات مثلاً، ثم يقفز بعد أقل من عشرين عاماً ليصل بهذه المرأة إلى أن تترأس البرلمان وتتولى حقائب وزارية وملفات غاية في الحساسية والأهمية، وتقود طائرات مقاتلة وتتحدث في الأمم المتحدة وتدرس في الجامعات وتشارك في مجالس طبية عالمية المستوى ووو.. فإن ذلك مما يسترعي جل الانتباه ويدفع بالجميع للانحناء احتراماً لهكذا مجتمع ولهكذا نساء حققن كل هذه القفزات بسلمية تامة ودأب ملحوظ.
في يوم المرأة العالمي تحية لقيادة الإمارات التي جعلت الطريق ممهداً.
نقلا عن البيان