«حفلة التفاهة»

«حفلة التفاهة»!

«حفلة التفاهة»!

 صوت الإمارات -

«حفلة التفاهة»

بقلم -عائشة سلطان

الروائي التشيكي الأصل ميلان كونديرا، صاحب روايات تتأمل كثيراً في الأفكار الإنسانية الكبيرة التي لطالما شغلت الإنسان كالخلود والحب والسلطة والقمع والجهل والهوية، وكذلك في الأفكار التي تبدو لبعضنا غير ذات قيمة كالمزاح والضحك والنسيان والخفة والتفاهة! لكن من قال إن التفاهة فكرة ليست ذات قيمة؟ إنها واحدة من القيم الوجودية الكبرى التي تحكم سير الأحداث التي تشكل الحياة الإنسانية ولا قدرة لأحد في مواجهتها أو التحكم في مساراتها سوى بروح الفكاهة، كما يقول كونديرا!

في الرواية يشهد لكونديرا أنه أحد مشاهير الرواية الوجودية، كما أنه أحد الأسماء التي دائماً ما تثار عند اقتراب موعد توزيع جوائز نوبل، لكنه لم يحظَ بها حتى الآن وقد تجاوزت سنه 89 عاماً، ورغم تقدمه في العمر فإن كونديرا غاب عن ملعب الرواية طويلاً بعد إصدار روايته الأخيرة «الجهل» عام 2000، ليعود عام 2013 ويصدر كتاباً بعنوان «لقاء» تحدث فيه كصاحب تجربة سردية كبيرة عن الرواية وراهنها ومآلاتها، وليقول لنا باختصار إن الرواية لا تعيش أزهى عصورها كما يدعي الكثيرون، فلا رواية حقيقية في الواقع، لا شيء سوى التفاهة، أما الرواية الحقيقية فقد انتهت بعد رواية «مائة عام من العزلة» للراحل غارثيا ماركيز!

رواية كونديرا الأخيرة جاءت بعنوان «حفلة التفاهة»، حيث تبدو الأحداث للوهلة الأولى وكأن لا معنى لها، حيث يجتمع أربعة أصدقاء في حفلة عيد ميلاد يتحدثون في أمور لا معنى لها، أحداث وحكايات تافهة أو مجرد تفاصيل ليست ذات قيمة لتمرير وقت الحفلة، مثل حكاية الزعيم السوفييتي ستالين الذي ذهب في رحلة صيد فوجد 24 طيراً على شجرة، وبما أنه لم يكن يملك غير 22 طلقة في بندقيته قنص بها 22 طيراً وعاد ليجلب طلقتين فوجد الطيرين في انتظاره، ولأن الذين استمعوا للحكاية لم تصلهم بروح الدعابة في الحكاية فهم لم يضحكوا ولكنهم أخذوا يسخرون من ستالين في دورة المياه!

ما الذي يبدو منطقياً فيما يحيط بنا -يسائلنا كونديرا- لتكون حكاية طيور ستالين منطقية وليست مجرد مزحة تافهة؟! هذه التفاصيل والسلوكيات التي لا تعد ولا تحصى ونقوم بها كملايين البشر لا فرق بين عبقري وغبي، أو رجل من العامة أو زعيم مخيف كستالين، أليست مليئة بالتفاهة؟

القتل والحروب والمجازر والدمار وانمحاء دول وضياع مستقبل بشر بالملايين بلا سبب يبدو منطقياً ماذا نسميه؟ أليس هذا أمراً يعطي انطباعاً وكأن التفاهة هي المنطق الذي يشد الأحداث أكثر من الجدية والمنطق والعقل؟ هذا ما أعاد كونديرا للكتابة بعد 14 عاماً من الصمت، عاد ليحتفي بالتفاهة ويودع المزاح وروح الفكاهة التي أصبح العالم يفتقدها!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حفلة التفاهة» «حفلة التفاهة»



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مشجعو "الوصل" و"الوحدة" يتنافسان على لقب "أفضل جمهور"

GMT 13:01 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ساسولو يقفز لوصافة الدوري الإيطالي بعد تخطّي نابولي

GMT 04:18 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

"هاني عازر" ثالث سفراء الدورة الـ51 لمعرض الكتاب

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:35 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة سائح أميركي بعد تعرضه لهجوم من سمكة قرش

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

انطلاق معرض في الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان

GMT 11:08 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

1.4 مليار ريال تكلفة مشروع إسكان الموظفين في مكة

GMT 07:27 2013 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل سبعة مطاعم في دبي

GMT 16:09 2013 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

باحثون ينجحون بتحويل موجات الميكرويف إلى طاقة كهربائية

GMT 08:41 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

عماد فؤاد يشارك بـ"الحالة صفر" في "القاهرة للكتاب"

GMT 07:20 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

"فيسبوك" يغلق صفحة الوكالة العربية السورية للأنباء

GMT 05:18 2013 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

"سوني" تطرح جهاز لابتوب جديد بشاشة لمس

GMT 21:04 2013 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم يقدم وجباته وسط الأكفان والأموات

GMT 04:07 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

280 ألف زائر شاهدوا ثماني معارض فنية للفنان ماتيس في مدينة نيس

GMT 18:05 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"تيد بيكر" تعتمد تصاميمًا محتشمة في فساتين السهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates