ما لا نعرفه عنا

ما لا نعرفه عنا!!

ما لا نعرفه عنا!!

 صوت الإمارات -

ما لا نعرفه عنا

بقلم - عائشة سلطان

منذ سنوات سمعت صديقة، غاب عني اسمها، أنها لا تستطيع بل لا تتصور مطلقاً أن تعيش بمفردها، أن تأكل أو تتنزه أو تسافر دون أن تكون برفقة شخص ما، أي شخص، المهم أن لا تكون بمفردها، قالت يومها مبررة ذلك بأنها شخص اجتماعي جداً، تجيد الحياة وسط جماعة من الناس، تتحمل المزاح الثقيل بسعة صدر، وتتقبل الآراء المخالفة لها، وأن لديها استعداداً فطرياً لمساعدة الآخرين والتعاون معهم تحت أسوأ الظروف، شعرت بها يومها كمن تتوقع لنفسها نهاية محتملة قد تجعلها تمضي الحياة وحيدة بلا شريك، ولذلك فهي تواجه هذا القدر على طريقتها الخاصة !

لم تنته بها الحياة وحيدة، فقد عاشت تحيط نفسها بالأصدقاء دائماً، فإن ابتعدوا عنها بحثت عنهم بكل الطرق الممكنة خشية الوحدة، ثم تزوجت رجلاً كان يعيش خارج المنزل أكثر مما يعيش داخله، وأنجبت أبناء لم تعتن بهم بما فيه الكفاية فارتبطوا بالمربيات طيلة الوقت، ومع ذلك فقد كانت تشعر بأنها محاطة بالأصوات والضجيج وبأنها بعيدة عن الوحدة، بينما هي في حقيقة الأمر تقبع في عمق الوحدة، لكنها لا تريد أن تقترب من ذلك فقد اخترعت لنفسها تصنيفاً وتعريفات خاصة ومضت في الحياة !

ماذا لو أنها منحت نفسها (هي ومن يؤمنون أن للحياة طريقاً واحداً فقط) فرصة أن يجربوا طريقاً آخر، فربما نجحوا في اكتشاف أنفسهم وقدراتهم الأخرى المختفية عبر ذلك الطريق، ربما تأكد لها بالتجربة أنها تستطيع أن تعيش وتسافر وتتحرك بمفردها وبقواها الخاصة دون الاعتقاد بأنها ضعيفة وعاجزة وتشعر بالضياع دائماً في ظل عدم وجود أحد بجوارها ؟

نحن نحرم أنفسنا فرصة اكتشاف الجانب الآخر فينا، الجانب المختبئ، الخفي، الذي لم يمنح الفرصة ليظهر وينير حياتنا، هذا ما يمكن تسميته الحياة بصحبة أنصاف الحقائق، وأنصاف الحياة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا نعرفه عنا ما لا نعرفه عنا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates